أهلُ المحبَّةِ بالمحبوبِ قد شغلوا وفي محبَّتَهِ أرواحهُم بذَلوا وخرّبوا كلَّ ما يغنى وقد عمروا ما كان يبقى فيا حسن الذي عملوا لم تُلههم زينةُ الدنيا وزُخرُفُها ولا جناها ولا حليٌّ ولا حلَلُ هاموا على الكون من وجدٍ ومن طربٍ وما استقَلَّ بهم ربعٌ ولا طلَلُ داعي التشوفِ ناداهم وأقلقهُم فكيفَ يهنو ونارُ الشوقِ تشتعلُ من أوَّل الليل قد سارَت عزائمهُم وفي خيام حمى المحبوب قد نزلوا وافت لهم خلعُ التشريف يحملُها عرف النسيم الذي من نشره ثملوا همُ الأحبَّةُ أدناهم لأنهمُ عن خدمَةِ الصمد المحبوب ما غفلوا سبحان من خصهُم بالقُربِ حين قضوا في حبه وعلى مقصودهِم حصلوا
ان جئت زاوية الحبيب نهارا فأعد عليّ و كرّر الاخبارا ومن الحمى الجاميّ خذ لك نظرة و اجل الفؤاد و كحّل الأنظارا بوجوه قوم بالنبيّ تسلسلت و تلألات من حسنها انوارا و اقرأ عليهم ان وصلت سلامنا و الثم تراب الساكنين الدارا فانا اذا ما قلت في اوصافهم قلبي بأجنحة التشوّق طارا فافرح و طب بالصالحين و حالهم و اطرح همومك و اهجر الاكدارا و اغنم بعفو الله في حضراتهم فالله يغفر فيهم الاوزارا ثمّ الصلاة عليك يا خير الورى ما قال فيكم مادح أشعارا كمال فائق فريح مرعش الخير