منذ انطلاقته بدأ في مناخ متينٍ من الاحتراف، فلم يتعثّر في الانتقال من الهواية إلى المهنيّة العالية. مطالعه كانت في المسرح. المسرح الغنائيّ. لذا لبس صوته، منذ ارتفاع الستارة، هيبة الجمهور الذي جاء يصغي، ثم يستمتع، ثم يقدّر. كان لا بدّ له من حضور مسرحيّ قبل الحضور الغنائيّ. من هنا كانت إطلالاته المسرحيّة مدخلاً إلى أغنياته الفرديّة. ومع ضرورة الأداء المسرحيّ مع إنشاد الأغنية، انصقل صوته انصياعاً مع المشهد، حتى إذا انسدلت الستارة المسرحيّة في عرضها الأخير، استمرّ صوته منطلقاً في اغنياته التي تحمل مستواه المضبط بحدود المشهد، فبقي صوته حتى اليوم ذا آفاق واسعة تخدم النص واللحن، ويحملها صوته مثقفاً مصقولاً يعرف كيف يوصل اللحظة في شعور كامل. غسان صليبا، في خارطة الغناء اللبنانيّ، يحتلّ مكانة خاصة تجعله اليوم في طليعة فنانين لبنانيين ستبقى لهم صدارتان: إحترامهم جمهورهم، واحترام صوتهم الرصين في جودة الأداء.
