نعم هذا مذهب لابن عمر، وقد يُخالَف فيه رضي الله عنه، فالذي يُسقط عن إخوانه أو يتجاوز عنهم فهذا صاحبُ فضلٍ وأجرُه عظيمٌ، وأمّا هذه الصورةُ فكأنَّ ابن عمر يريدُ سدَّ الذرائع، لئلا يستقرض الناس ثم يُماطلون ليُسقِطَ عنهم الدائنون شيئاً من دَيْنهم، أو أنَّ فقه ابن عمر في هذه الصورة هو أنه نظر إلى النيَّةِ، فلمَّا احتاج الدائن فكأنه ذهب إلى مُرابٍ فأخذ منه ألفين وأبقى للمرابي ألفين في ذمته، والله أعلم.
ياشيخنا عدم قبول الانسان لشخص اخر لا يتنافى مع الاحسان اليهم وفعلا ممكن تشوف شخص ترتاح له واخر تراه لاتميل اليه ولكن صدق الاحساس يتوقف على بصيره المؤمن فهم يرى بنور الله يجعل له نورا بمشى به فى الناس
بوركتم، لاشكَّ أنَّ فقه الحديث بخلاف ما عليه الناس فهماً له؟! وذلك أنَّ الحديث مُقيَّدٌ بمن رأيتَ منه منكراً فأنكرتَه بقلبك أو لسانك فتنافرتَ معه، أو رأيت منه معروفاً أعجبك فتعارفتَ معه عليه فَأتلفتُما، وأمَّا على فهم الناس فقد يُنزِّلونه على رجل فاضل لم يظهر منه منكرٌ ولا شرٌّ، ومع ذلك فتراهم يُبغضونه زاعمين أنَّ الأرواح جنودٌ مجندة! فهذا لا يكون في دين الله أبداً! وحينئذٍ فالشيطانُ هو الذي أوحى إليهم ببغض أخيهم! وأمَّا النظر بنور الله، فهذا باب آخَرُ، ونور الله ليس مُشتَبِهاً بل هو مُحكم في هذا الباب، ومن أماراته قولُ الحقِّ سُبحانه: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾، وقولُهُ: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، بل حتى العدو ألزمنا النظرُ بنور الله بالإحسان إليه: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، والله أعلم.