لااله الا الله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم واستغفر الله واتوب اليه والله اكبر ولا آله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والسلام عليكم يا ملك الموت عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وصلي الله وسلم وزد وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
الفسحة في المجالس ، لا تعني أن هناك زحام وأنت تفسح المجال لآخر للجلوس . لقد وصف الله المؤمنين فقال ( .... وأمرهم شورى بينهم ... ) . في مجالس الشورى ، يجب أن تتاح الفرصة لجميع المشاركين في المجلس ، كل أن يبدي رأيه . فهناك من يستلم الحديث ويظن نفسه أنه يتكلم عن الجميع بإختصاصاتهم . وهذا أمر مرفوض . يجب على مدير المجلس أن يفسح المجال لأي شخص أن يتحدث ويدلي بدلوه . حتى في المجالس العامة ( أسرية ، أصدقاء ، أقارب ..، الخ ) ، هناك من يأخذ زمام المبادرة بالحديث ، وتراه يعلو صوته فوق الجميع ، ولا يترك مجالا لغيره للتحدث . لذلك ، فمن أدب المجالس إتاحة الفسحة للغير للتحدث . وحين يقول الله ( وإذا قيل لكم إنشزوا ... ) ، وبالعودة الى مجالس الشورى ومراكز اتخاذ القرار ، على الجميع الرضوخ والإستجابة للقرار المتخذ ، لأن القرار لم يتخذ عبثا ، لكنه فوق الجميع . ولو عدتم إلى معنى كلمة ( نشوذ ) في اللغة ، ستجدون معنى مقاربا وهو ( الإرتفاع ) ، والإرتفاع معناه ( الهيمنة )
يقول المؤلف حفظه المولى سبحانه وتعالى : " ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده : الموت، والنوم، والسنة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك، ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ الجهة فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة ؟ قلنا له لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل أو جهة علو تحيط بالله أو جهة علو لا تحيط به . فالأول باطل لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب، والسنة، والعقل والفطرة، والإجماع، والثاني باطل أيضاً : لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته. والثالث حق، لأن الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته " . الشيخ : سبق لنا هذه القاعدة المفيدة وهي ما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله فإننا نثبته وما ثبت نفيه فإننا ننفيه وما لم يرد نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه فإننا نتوقف في لفظه ومعنى التوقف ألا نثبته ولا ننفيه ونسأل عن معناه فإن كان حقا وجب قبوله وإن كان باطلا وجب رده من ذلك لفظ الجهة وهي هل نقول إن لله جهة أو إن الله في جهة أو ما أشبه ذلك ؟ فالجواب يقول : لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة فليس علينا إثباته ولا علينا نفيه لماذا ؟ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة حتى يجب علينا أن نثبت أو ننفي وهل لنا أن نثبت أو ننفي ؟ لا إذا ليس علينا وليس لنا أن نثبت لفظه أو أن ننفيه ولكن اعلموا أن هذا يورده أهل التعطيل على أهل الإثبات من أجل إلزامهم بما يرون أنه باطل حتى يقولوا هذا باطل فلماذا ذهبتم إليه نقول أما الجهة فلا نثبتها ولا ننفيها ويغني عن ذلك، عن كلمة أن الله في جهة أن نقول إن الله في العلو إن الله في السماء إن الله فوق عباده وما أشبه ذلك لأن هذا كله وارد في الكتاب والسنة فيغني عن هذه الجهة أو عن هذا اللفظ ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات علو الله تبارك وتعالى . أما معناه فإننا نسأل هذا الذي وجه إلينا هذا السؤال ماذا تعني بالجهة ؟ هل تريد بذلك جهة سفل أو تريد جهة علو تحيط به أو جهة علو لا تحيط به . الأقسام ثلاثة : جهة سفل، جهة علو تحيط به، جهة علو لا تحيط به، ودليل هذه الأقسام الحصر فلا يمكن أن يوجد شيء رابع والجواب الأول باطل ما هو ؟ جهة السفل هذا باطل لأن الله تعالى قد ثبت له العلو بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة محمد العثيمين رحمه الله تعالى