من هم الذين لا يعبدون شمساً ولا قمرآ ولا حجرآ قال الله تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صليحا ولا يشرك بعباده ربه أحداو عن شهر بن حوشب قال جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال انبئني عما اسألك عنه أرأيت رجلاً يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ويصوم يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ويتصدق يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ويحج يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد فقال عبادة ليس له شيء أن الله يقول أنا خير شريك فمن كان له معي شريك فهو له كله لا حاجة لي فيه وقالواخرج علينا رسول اللهﷺفقال ما هذه النجوى ألم انهكم عن النجوى قالوا فقلنا تبنا إلى الله أي نبي الله إنما كنا في ذكر المسيح وفرقنا منه فقال ألا أخبركم بما هو اخوف عليكم من المسيح عندي قال قلنا بلى فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي لمكان الرجل وقالوا إن رسول اللهﷺقال إن اخوف ما أخاف عليكم أيها الناس من الشهوة الخفية والشرك فقالوا أو لم يكن رسول اللهﷺقد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به ياشداد فقال شداد ارايتكم لو رأيتم رجلاً يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له اترون أنه قد أشرك قالوا نعم والله إن من صلى لرجل أو صام أو تصدق له لقد أشرك فقال شداد فإني سمعت رسول اللهﷺيقول من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فقال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد إليه إلى ما ابتغى به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به فقال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول اللهﷺيقول إن الله يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني وعن شداد أيضا بن أوس أنه بكي فقيل له ما يبكيك قال شيء سمعته من رسول اللهﷺيقوله فذكرته فابكاني سمعت رسول اللهﷺيقول اتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية قلت يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمرا ولا حجراً ولا وثنا ولكن يراءون بأعمالهم والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه وقالﷺمن سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به وفي رواية عن عمر أنه سمع رسول اللهﷺيقول من سمع الناس بعمله سمع الله به ساء خلقه وصغره وحقره فذرفت عينا عبدالله وأي عمل تعمله أنت أو أنا أو أحدنا يرائي الناس فقد أشرك وكم في هذا الزمان من المرائين بأعمالهم فهذا الأمر مكروهاً عند الله لا يحبه ولا يرضاه وفي قوله تعالى إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وقال جل ثناؤه فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون قال ابن عباس وغيره يعني المنافقين الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر ولهذا قال للمصلين الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون إما عن فعلها بالكلية كما قاله ابن عباس وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعاً فيخرجها عن وقتها بالكلية كما قاله مسروق وأبو الضحى وقال عطاء بن دينار الحمد لله الذي قال عن صلتهم ساهون ولم يقل في صلاتهم ساهون وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلي آخره دائماً أو غالباً وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها فاللفظ يشمل ذلك كله ولكل من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الآية ومن اتصف بجميع ذلك فقد تم له نصيبه منها وكمل له النفاق العملي كما ثبت في الصحيحين أن رسول اللهﷺقال تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعآ لا يذكر الله فيها إلا قليلا فهذا آخر صلاة العصر التي هي الوسطى كما ثبت به النص إلي أخر وقتها وهو وقت الكراهة ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب لم يطمئن ولا خشع فيها أيضاً ولهذا قال لا يذكر الله فيها إلا قليلا ولعله إنما حمله على القيام إليها مراءاة الناس لا ابتغاء وجه الله فهو كما لم يصل بالكلية قال الله إن المنفقين يخدعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلي الصلوة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا وقال تعالى ههنا الذين هم يراءون وقالوا حدثنا فلان وحدثنا فلان إلي عندأبن عباس عن النبيﷺأنه قال إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من أمة محمد لحامل كتاب الله وللمصدق في غير ذات الله وللحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله كيف بالذي يذهب الي الحج وقام بإطلاق النار جوا واذا رجع من الحج قام بإطلاق النار جوا وهو مفتخر على غيره والحكم إلي إليكم وفي روايةعن ابن عباس عن النبيﷺقال من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد آتي باباً من أبواب الكبائر وعن العدوي قال قرئ علينا كتاب عمر من الكبائر جمع بين الصلاتين يعني بغير عذر والفرار من الزحف وهذا إسناد صحيح والغرض أنه إذا كان الوعيد فيمن جمع بين الصلاتين كالضهر والعصر تقديمآ أو تأخيرآ وكذا المغرب والعشاء هما من شأنه أن يجمع بسبب من الأسباب الشرعية فإذا تعاطاه أحد بغير شيء من تلك الأسباب يكون مرتكبآ كبيرة فما ظنك بترك الصلاة بالكلية ولهذا روى مسلم في صحيحه عن رسول اللهﷺأنه قال بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة وفي السنن عنهﷺأنه قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر وقال من ترك الصلاة العصر فقد حبط عمله وقال من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أخرجه البخاري في مواقيت الصلاه والأحاديث عن الكبائر كثيرة ولكن اكتفينا بما ذكرنا منعآ اللإطالة وأرجو مع هذا ألا أكون قد أسأت وأفسدت من حيث أردت الإحسان والصلاح
