🕋 *الحج بلا تصريح*🕋 *بقلم صريح من غير تلميح* أقول: بخصوص الحج بلا تصريح.. الأمر شائك وكبير ومعقد وعسر وخطير.. أكبر من أن يطاله مقالة أو يستوعبه رسالة.. يحتاج إلى رؤية شرعية.. وحلول واقعية.. ودوافع إنسانية.. ووقفة حقيقية.. وترتيبات إدارية.. ودراسة جادة قانونية.. الحج بلا تصريح.. مقصد شريف وغاية نبيلة ونية صالحة.. والحجاج بلا تصريح أغلبهم أناس صالحون ظنوا الأمر هينا والقانون لينا وصور لهم تجار التأشيرات وباعة الحجات من أصحاب الشركات بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ففوجئوا بعد تلبسهم بالنسك بأن الأمر ليس كما حسبوه وأن الوضع أصعب مما تخيلوه! أوقع أصحاب هذه النيات والمقاصد أنفسهم في ورطات لا يطيقونها ومخالفات لا يريدونها.. ألجأهم ظلم المستأثرين وفساد المسؤولين في بلادهم إلى البحث عن سبيل لأداء فريضة الله عليهم.. لا نبرر الخطأ ولكن لا نرضى ببقائه ونطالب بإيجاد الحلول المناسبة له.. ومع ذلك أقول ههنا غير مكابر ولا مدابر رادًّا على نفسي بنفسي بياناً للحق ونصحاً للخلق -وما راء كمن سمعا، وليس الخبر كالمعاينة-: الحج بغير تصريح! فيه مخالفات شرعية! وكدمات أخلاقية! وحوادث إنسانية! وعثرات نفسية! ومشاكل مالية! وكوارث صحية! فيه الإعياء والتعب والكدر والنصب! فيه المرض والموت ومكابدة خوف الفوت! فيه احتمالية السجن والغرامة والحرمان! فيه التكاليف المادية في غير مكانها والرشاوى وتشجيع أهل الجشع والطمع! فيه الكذب والتزوير والغش والتحايل! فيه الخوف والخطر والأهوال والمغامرة والضرر وتعريض النفس للأذى والوضر! فيه الضغط النفسي والهم والغم والتوتر ودوام نوبات القلق من المداهمات والترحيل! -وكفى ببارقة المداهمة فتنة!!- فيه العجائب والغرائب مما لا يخطر على بال مسلم ولا يعن في خيال مؤمن أن يكون مثلها في الحج! فيه تضييع لكثير من مقاصد الحج ومنافعه! فيه تشويه لصورة المناسك وكأنها تعب وخوف لا راحة وطمأنينة! فيه التهاون بالمحظورات وترك الواجبات والمأمورات! فيه التصرفات غير اللائقة من مسلم في عبادة عُمْرية عظيمة كعبادة الحج! فيه الوقوع في الحرج وإحراج النفس بما لا تطيقه! وخاصة الارتماء في حر المشاعر تحت لهيب الشمس اللهباء وفوق الحصى ورمال الصحراء حيث لا خيمة تظلهم ولا حافلة تقلهم! فيه مخالفة قرارات ولاة الأمور في قوانين وضعت لصالح عموم المسلمين! فيه امتهان المكان والزمان في أطهر بقعة خلقها الله في الأرض! فيه قلب البلد الأمين إلى غير آمن! فيه الغفلة عن العظة والذكرى وتضييع لكثير من الطاعات كصلاة الجمعة والجماعة في الحرم! والحرمان من بعض المناسك أو الإخلال بها! فيه العجائب التي تُسَطَّر والغرائب التي تُحَبَّر مما لا إخاله حصل في حجة قبل هذه منذ شُرع الحج! ورغم كل ذلك أقول: ليس الأمر كما يظن البعض أن كامل الخلل في الحجاج أنفسهم بل قد اجتمعت عليهم الظروف التي ساعدت على وقوعهم في هذه الورطات وأدت بهم إلى ارتكاب المخالفات! من باب: إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً...فما حيلة المضطر إلا ركوبها سواء كان سهولة إصدار التأشيرات! أو تغرير أصحاب الشركات! أو طمع كدادي الطرقات! أو جشع سائقي الحافلات! أو كذب مديري الحملات! أو تآمر أصحاب الفنادق والأوتيلات! ومع ذلك أعود لأقول: إن الله خفف عن عباده فقال: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ". فالاستطاعة مناط التكليف، ومن لم يستطع فلا جناح عليه، ولا حاجة لوجود شهوة خفية في الأمر ودخول حظ نفس في عبادة الله طالما أن الله لم يشدد على عباده فلا يشددن العبد على نفسه! فلا أنصح مسلماً أبداً بفعل هذا مستقبلاً.. وختاماً.. تقبل الله من الحجاج حجهم.. وغفر لهم زللهم.. وتجاوز عن تقصيرهم.. وحفظ الله المملكة العربية السعودية من كل سوء وأعانهم على تيسير الحج لمن أراده.. والحمد لله رب العالمين ✒️ وكتبه: د. علي أبو هنيّة المقدسيّ بين السماء والأرض قافلاً من حجة الأهوال لعام ١٤٤٥هجري
🇸🇦 تذكير وبلاغ 🇸🇦 قال الشيخ أَبو عَبْدِاللهِ فَتْحِي المَوْصِلْيّ حَفِظَهُ اللهُ: الدفاع عن السعودية والحفاظ على بيضتها من الثوابت الشرعية والكليات الإسلامية: ▪التي لا تخضع للتسيس ! ▪ولا تقبل المزايدة ! ▪ولا تنصهر بالمجاملة ! فهو دفاع شرعي ثابت : -لا يحاكم بالقضايا الجزئية . -ولا بالحوادث المأساوية . -ولا بالاجتهادات البشرية ... لأنه دفاع أصيل وعريق عن الدين والتاريخ والعقيدة . وقد ضاعت القدس بشعارات القومية العربية ... ويسعى البعض اليوم - بقصد أو بدون قصد - إلى ضياع مكة بتكتلات الحركات الدينية أو بمزاعم التيارات الإصلاحية ... وإن مثل السعودية في زماننا وتحدياتنا كمثل الأندلس في زمن ضعف الدويلات الإسلامية ؛ لما ذهبت الأندلس ذهب كل شيء حتى لم يبق من الإسلام إلا رسمه . اللهم هل بلغت ... اللهم فاشهد .