طلب المدد من غير الله طلب المدد من غير الله يعدُّ شركاً ، حتى أن من الناس من يستغيث بالرسول صلى الله عليه وسلم وشكوى الحال إليه ؛وذلك يتضمن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يسمع نداء من يناديه في أي مكان ، ويغيث من يستغيث به ، ويفرِّج كربته وهذا ما لا يقدر عليه الرسول عليه الصلاة والسلام ولا في حياته فكيف بعد مماته ، وهو لا يعلم الغيب ، ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا . قال تعالى : ( قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضراً إلاَّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ) ، وقال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) . فالواجب على العبد أن لا يدعو إلاَّ الله ، ولا يستغيث إلاَّ به ، ولا يرجو غيره ، ولا يتوكل إلاَّ عليه فإن الله وحده هو الذي بيده الملك وبيده الخير ، وهو على كل شيء قدير . وعلم الغيب ، وتفريج الكروب ، وسماع دعاء الداعين وإجابتهم من خصائص الرب سبحانه وتعالى ، فمن جعل شيئاً من ذلك لغيره كان مشركاً . قال تعالى : ( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكَّرون ) ، وقال تعالى : ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) . والله هو الذي يغفر الذنوب ، ويفرج الكروب ، ويعلم ما في الصدور سبحانه وتعالى . فيجب على العبد ألا يقصد في حصول هذه المطالب _ من طلب المدد، وتفريج الكروب ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله _ ألا يقصد سوى مولاه فإنه ولي ذلك والقادر عليه
*🕋 تفريغ الحديث السابع و العشرون بعد المائة :* بعد الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله *عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال* قال: *سبق المفردون* قالوا: *وما المفردون يا رسول الله؟* قال: *الذاكرون الله كثيراً والذاكرات* *رواه مسلم* فى هذا الحديث يبين النبي ﷺ فضل الذكر و أن الذين يذكرون الله تبارك وتعالى هم الذين سيسبقون يوم القيامة و لذلك قال رسول الله ﷺ : *سبق المفردون* قالوا: *وما المفردون يا رسول الله؟* الصحابة يستفسرون عن معنى كلمة *المفردون* فوضحها النبي ﷺ و قال : *الذاكرون الله كثيراً والذاكرات* فمن كان ذاكراً لله تبارك وتعالى كثيراً أو ذاكرةً لله تبارك وتعالى كثيراً فإنهم سيكونون مفردون و المفردون سيسبقون يوم القيامة. و يرفع الله تبارك وتعالى درجاتهم. فينبغى للعبد أن يُكثر من ذكر الله عز وجل و يَجعل له ورداً من الذكر فيُكثر من التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير و الحوقلة قول *لا حول ولا قوة إلا بالله* ، يُكثر من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ و أفضل الذكر *قراءة القرآن* فيُكثر من قراءة القرآن. و النبي ﷺ قد أوصى بكثرة الذكر فقال *( لا يَزال لسانك رطباً من ذكر الله )* فينبغى للعبد أن يُكثر من ذكر الله عز وجل. و الذكر أخبر النبي ﷺ أنه يَجعل صاحبه حياً *( مثل الذى يَذكر ربه و الذى لا يَذكر ربه كمثل الحى و الميت )* فالذى يَذكر هو حىّ و الذى لا يَذكر ربه ميت. ثم إن الذكر حسناتٌ لا تحتاج منك إلى كثير عمل إنما هى حركة صغيرة لعضلةٍ بسيطة و هى عضلة اللسان بأن يُحرك المرء لسانه بذكر الله تبارك وتعالى فيَنال بذلك أجراً عظيماً من الرحمن عز وجل. قال: *سبق المفردون* قالوا: *وما المفردون يا رسول الله؟* قال: *الذاكرون الله كثيراً والذاكرات* ✅ فوائد الحديث الشريف : 1⃣ أن العبد ينبغى أن يُكثر من ذكر الله تبارك وتعالى سواء أن كان ذكراً أو أنثى. 2⃣ أن الذاكرين لله عز وجل هم السابقون يوم القيامة. 3⃣ أن الذكر كله خيرٌ و بركة و أن الذاكر حىّ و الذى لا يَذكر ميت. أسأل الله أن يجعلنا و إياكم من الذاكرين. و صلَّ الله و سلم و بارك على نبينا الهادى الأمين و السلام عليكم.