شكرا لكل من ساندنا طوال الفترة الماضية، ونتمنى أن يستمر تواصلكم وتشجيعكم عبر الإشتراك أو إشارات الإعجاب فبأصواتكم نستمر
هو أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني، عربي النّسب يعود إلى قبيلة تغلب وإلى تميم من جهة خؤولته، ولد سنة٣٢٠هـ بالموصل وكني بأبي فراس لأن العرب كانت تتوسم فيه الشجاعة والبطولة، وقد قيل الفراس هو الأسد، قتل والده وهو طفل صغير لم يبلغ الثالثة من عمره لأسباب سياسية، فعاش يتيم الأب، ثم احتضنه ورباه ابن عمه وزوج أخته سيف الدولة علي بن حمدان رأس الدولة الحمداني فأحاطه بالرعاية، اختلفت الروايات حول السنة التي أسر فيها وعدد المرات، ابن خلكان يروي أن أبا فراس أسر مرتين، المرة الأولى كانت سنة ٣٤٨هـ وقع فيها جريحا وأخذ إلى حصن خرشنه على الفرات قرب ملاطية أو ملطية بحسب نطقها، ويقال أنّه ركب فرسه وركض برجله فهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات، والمرة الثانية سنة ٣٥١هـ إذ خرج أبو فراس للصيد مع صحبته في مكان قريب من منبج فلقيه الروم وثارت معركة عنيفة سقط فيها جريحاً أصابه سهم بقي نصله في فخذه، فحمل إلى خرشنة ثم إلى القسنطينية، بينما يروي ابن خالوية أن الشاعر أسر مرة واحدة وكانت سنة ٣٥١هـ ويؤيد هذا الرأي الثعالبي، نظم أبو فراس في الأسر أشعاراً تشي بما يعانيه ويكابده عند الروم وتشف عن مكنون نفسه وآلامها، جمعت هذه الأشعار كحزمة بمسمى الروميات نسبة إلى الروم والأسريات نسبة إلى الأسر، وطالت مدة الأسر زهاء الأربع سنوات، أرسل فيها قصائده إلى ابن عمه سيف الدولة شاكياً حاله عاتباً وطالباً الفداء، غير أن الأمر طال حتى سنة٣٥٤هـ قبل وفاة سيف الدولة بعام واحد، لم تدم حياة أبي فراس بعد وفاة سيف الدولة فقد قتله جيش أبي المعالي (ابن سيف الدولة وابن أخت أبي فراس) بقيادة التركي قرغويه كان ذلك يوم الأربعاء الثامن من ربيع الأول سنة ٣٥٧هـ ـ ٩٦٨م
دَعَـوْتُـكَ لِـلْـجَـفْـنِ الْـقَـرِيـحِ الْـمُـسَـهَّـدِ هي أول نصوصه من الروميات التي حملها الشكوى والعتاب وطلب الفداء، وهي تمثل البناء الذي أسس للروميات أو الأسريات، ويقول ابن خالويه - أبو فراس نفح الشعر العربي برومياته التي نظمها وهو أسير بلون عاطفي لم يُعرف من ذي قبل - وقال عنها الثعالبي - رمى بها هدف الإحسان، فأصاب شاكلة الصواب، ولعمري إنها لو قرأتها الوحوش لأنست، أو خوطبت بها الخرس لنطقت، أو استدعي بها الطير لنزلت - نعرض لكم هذا النص آملين أن يحوز على رضاكم وقبولكم وأن يكون خطوة تقربنا من تراثنا الأدبي، شاكرين لكم دعمكم وحرصكم ومساندتكم
فالح محمد القضاع
1 окт 2024