ثمة أناس كالنمور يتعطشون دائما إلى لعق الدم. وأيما امريء يختبر سلطة السيطرة المطلقة على جسد وروح ودم امريء آخر، أخيه الإنسان وفقا لقانون المسيح، أيما شخص يختبر هذه السلطة والحرية المطلقة ليحط من قدر مخلوق آخر، خلق على صورة الله، فيذله بأبشع أشكال الإذلال، سيفقد بلا وعي السيطرة على مشاعره الخاصة. فالاستبداد عادة، تتطور لتصبح في النهاية مرضا. واعترف بأن تلك العادة قد تخشن من طباع أفضل الناس وتدهشهم فيصبحوا وحوشا. ذلك أن الدم والسلطة تجعلان من الانسان شخصا ثملا: تتطور بداخله الفظاظة والفسق وتصبح هذه الظواهر من الوحشية والطغيان والاذلال والسادية، التي هي في العادة ظواهر غير طبيعية، تصبح عادية قابلة للتحقق. حتى انها تجلب في نهاية المطاف السرور والمتعة إلى عقول واحاسيس اولئك الوحوش البشرية. فيقتل الانسان داخلهم ويختفي المواطن الى الابد…اما احتمال عودتهم للكرامة الانسانية واللجوء إلى التوبة والكف عن تلك الفظائع فيصبح في الواقع امرا مستحيلا…
6 окт 2024