عجبا إبليس عدوالله ورسوله والمؤمنين يحب سيدنا موسى كليم الله ! معنى ذلك أن إبليس هذاغبيا جدا , لأنه كان من المفروض أن يحب الله ويطيعه لأنه هو من سيحاسبه . ولماذا لما قتل سيدنا موسى عليه السلام القبطي من آل فرعون قال الله تعال على للسانه : قال هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ. سورةالقصص الأيه (14), وهل إبليس أطرش لم يسمع هذا الكلام وأصرعلى محبة عدوه سيدنا موسى؟ أم أنه للطيف ومتسامح رحيم ؟ فالحديث المنسوب للنبي الكريم:( توبة ابليس ولقاءه بموسى لا يصح) وليس ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذكره بعض أهل التفسيركالسيوطي ,ويبدو أن الحديث من وضع بعض عباد القبور. فالحاصل أن إسناد الخبر ضعيف لا يصح.
((( ملخص الجواب : خبر شفاعة موسى عليه السلام لإبليس، ونصح إبليس له، إسناد هذا الخبر ضعيف لا يصح. وانظر تفصيل ذلك في الجواب المطول))) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: هذا الخبر ورد في "مكائد الشيطان" (44) لابن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا رَكِبَ نُوحٌ السَّفِينَةَ رَأَى فِيهَا شَيْخًا لَمْ يَعْرِفْهُ، قَالَ لَهُ نُوحٌ: مَا أَدْخَلَكَ؟ قَالَ: دَخَلْتُ لأُصِيبَ قُلُوبَ أَصْحَابِكَ فَتَكُونَ قُلُوبُهُمْ مَعِي، وَأَبْدَانُهُمْ مَعَكَ. قَالَ نُوحٌ: اخْرُجْ يَا عَدُوَّ اللَّهِ. فَقَالَ: خَمْسٌ أُهْلِكُ بِهِنَّ النَّاسَ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِنْهُنَّ بِثَلاثٍ، وَلا أُحَدِّثُكَ بِاثْنَتَيْنِ، فَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ لا حَاجَةَ بِكَ إِلَى الثَّلاثِ، مُرْهُ يُحَدِّثُكَ بِالاثْنَتَيْنِ، فَإِنَّ بِهِمَا أَهْلَكَ النَّاسَ فَقَالَ هُمَا: الْحَسَدُ، وَبِالْحَسَدِ لُعِنْتُ، وَجُعِلْتُ شَيْطَانًا رَجِيمًا، وَالْحِرْصُ أَبَاحَ لآدَمَ الْجَنَّةَ كُلَّهَا فَأَصَبْتُ حَاجَتِي مِنْهُ بِالْحِرْصِ. قَالَ: وَلَقِيَ إِبْلِيسُ مُوسَى فَقَالَ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا، وَأَنَا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَذْنَبْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتُوبَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ، فَدَعَا مُوسَى رَبَّهُ. فَقِيلَ يَا مُوسَى قَدْ قَضَيْتُ حَاجَتَكَ، فَلَقِيَ مُوسَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: قَدْ أُمِرْتَ أَنْ تَسْجُدَ لِقَبْرِ آدَمَ وَيُتَابَ عَلَيْكَ، فَاسْتَكْبَرَ وَغَضِبَ، وَقَالَ: لَمْ أَسْجُدْ لَهُ حَيًّا، أَأَسْجُدُ لَهُ مَيِّتًا؟ ثُمَّ قَالَ إِبْلِيسُ: يَا مُوسَى إِنَّ لَكَ عَلَيَّ حَقًّا بِمَا شَفَعْتَ لِي رَبَّكَ، فَاذْكُرْنِي عِنْدَ ثَلاثٍ وَلا هَلاكَ إِلا فِيهِنَّ: اذْكُرْنِي حِينَ تَغْضَبُ فَإِنَّ وَحْيِي فِي قَلْبِكَ، وَعَيْنِي فِي عَيْنِكَ، وَأَجْرِي مِنْكَ مَجْرَى الدَّمِ. اذْكُرْنِي حِينَ تَلْقَى الزَّحْفَ فَإِنِّي آتِي ابْنَ آدَمَ حِينَ يَلْقَى الزَّحْفَ، فَأُذَكِّرُهُ وَلَدَهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَهْلَهُ حَتَّى يُوَلِّيَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تُجَالِسَ امْرَأَةً لَيْسَتْ بِذَاتِ مَحْرَمٍ، فَإِنِّي رَسُولُهَا إِلَيْكَ وَرَسُولُكَ إِلَيْهَا". ومن طريقه رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/127)، وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 29). وفي سنده عمرو بن دينار، وهو ضعيف، نص على تضعيفه جمع من أئمة الحديث. قال الذهبي رحمه الله تعالى: " عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير، بصري، يروي عن سالم بن عبد الله: ضعّفوه " انتهى من "المغني" (2/484). قال ابن حبان رحمه الله تعالى: " عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير... كان ممن ينفرد بالموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" انتهى من "المجروحين" (2/71). وجعفر بن سليمان وإن وثّق ففيه كلام، قال الذهبي رحمه الله تعالى: " جعفر بن سليمان الضبعي صدوق صالح، ثقة مشهور، ضعّفه يحيى القطان وغيره، فيه تشيع، وله ما ينكر وكان لا يكتب " انتهى من "المغني" (1/32). ومثله تلميذه محمد بن موسى، لخّص حاله الحافظ ابن حجر، بقوله: " ليّن " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص509). فالحاصل أن إسناد الخبر ضعيف لا يصح. والله تعالى اعلم واحكم. والله من وراء القصد.