"عيّاش آ ممّي" أو عيّاش يا إبني، هي قصة جد محزنة مزجت بين الواقع والأسطورة تم تخليدها في أغنية مشهورة بكل ربوع الشاوية الأحرار؛ تغنى بها الكثير من فناني المنطقة المعروفين.
تدور أحداث القصة حول فتاة آية في الجمال كانت تقطن مع عائلتها في إحدى قرى سفوح جبال الأوراس الأشمّ؛ تزوجت وأنجبت ولدا سمّتهُ عياشًا، حتى يعش طويلا، عملا بنصيحة إحدى العرافات، لما كانت من وفيات كثيرة بين الأطفال زمن الأوبئة والحروب، كما أرجع البعض هذا الإسم للتبرك بإسم السيدة عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها- ولكن بصيغة المذكر. ولكن زوج هذه المرأة توفي بعد سنوات قليلة من زواجها. و كان قد أعجب بها قايد (زعيم) القرية فخطبها، ورغم ما عرضه عليها من مال ومغريات، إلا أنها أصرت على رفضها بحجة تربية إبنها عياش، فأحس بالإهانة وأصر على الزواج منها فدبر مكيدة لطفلها فقتله وأخفى جثته، وبعد مدة من البحث عن الولد إكتشفت الأم المسكينة المكيدة، فجنّت من هول صدمتها وحزنها على فلذة كبدها.
كانت كل يوم تخرج هائمة في الطرق لتصل للمكان الذي قتل فيه إبنها، وتظل فيه راثية إياه ومنتحبة بقصائد حزينة يقال أن الهدهدة علمتها إياها؛ ولما حلّ فصل الشتاء وتساقط الثلج بكثرة، لم تستطع ترك إبنها للبرد فظلت قابعة على قبره تنتحب إلى أن ماتت. ووجدت صباحا على قبره متجمدة، فسكت نحيبها إلى الأبد لكن سكان القرية قاموا بحفظ كلماتها الحزينة وترديدها في شكل أغانٍ حزينة مازالت حتى يومنا هذا.
21 июн 2022