أنا وهو وهي -‏ ‏‏‏روضة مصطفى بتتكلم عن الأوجه المختلفة للتعليم..وتكافؤ الفرص حاليا  

ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻧﺘﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﺗﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ: ﴿ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻗﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻜﻢ ﻧﺎﺭﺍ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ﴾. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﺒﺔ، ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻥ، ﻭﺇﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻨﻌﺒﺪﻩ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﴿ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ﴾، ﻓﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻔﻼﺡ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﷲ ﺣﺼﻨﻲ، ﻓﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﺣﺼﻨﻲ ﺃﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺑﻲ"، ﻭﺣﺼﻦ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﷲ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ﴾، ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺿﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ. ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﺤﻮﺕ: ﴿ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ﴾، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻭﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻛﻤﻦ ﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ"، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ. ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻌﻨﺔ ﷲ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ﴾، ﻓﺎﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺒﻂ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻳﻮﺟﺐ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻧﺴﺄﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻪ. ﺧﺘﺎﻣﺎ، ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﻻ ﺗﻐﺮﻧﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ"، ﻓﺎﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﻫﻤﻜﻢ ﻭﻏﺎﻳﺘﻜﻢ، ﻭﺍﺳﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﻭﺃﺑﻘﻰ﴾.