النائمون السبعة . قصة النائمون السبعة أو النيام السبعة أو الرقود السبعة، من القصص العالمية المشهورة، والبعض يعتبرها أسطورة، أي قصة من نسج الخيال، وهي القصة التي ذكرت في القرآن الكريم في سورة الكهف بالشكل الصحيح، ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) ) الكهف ً. فأصحاب الكهف والرقيم كانوا آية للعالمين . إن أحوال ونومة اصحاب الكهف أراد بها الله عز وجل - مما أراد - توضيح وبيان قدرته للناس على جعل الإنسان يرقد وينام لمدة عدة قرون ثم يوقظه دون حدوث أي تغيير في جسمه، وما جرى على أصحاب الكهف قبل بعث الرسول ﷺ بالرسالة الخاتمة، قدم الله عز وجل به مثالا ونموذجا لما سيجري على من ظنوا بأن الكتاب، أي القرآن الكريم، به عوج، وبسبب ظنهم الخاطئ بدلوا أو قبلوا بتبديل سنتين ربانيتين، وهما سنة الطواف في فلك أفكار الرسالة وسنة الشورى، ببدعتين قيصريتين وهما بدعة الطواف في فلك الأشخاص وأفكارهم الخاطئة الفاسدة وفي فلك الأشياء وبدعة التوريث، أو لم يأمنوا بالرسالة الخاتمة، أو أمنوا بالرسالة إيمانًا نظريًا وليس عمليًا، أو أمنوا ببعض وكفروا ببعض وتهاونوا أو غفلوا أو أشركوا أو نافقوا... إلخ، فهم ستطالهم نومة اشبه بنومة اصحاب الكهف، ولكن بصورة مختلفة، وستجري عليهم كعقوبة ربانية دنيوية شديدة، وهي النومة الفكرية والموتة القلبية . وتلك النومة الفكرية والموتة القلبية العامة ستكون لها يقظة عامة وإحياء بإذن الله عز وجل، وسيتذكر وسيتدارس الناس في الشرق والغرب بعد اليقظة العامة والإحياء قصة أصحاب الكهف والفرق بين النومتين والموتتين و أسبابهما ... إلخ، كما سيعرفون الفرق بين عقل المعيشة وبين عقل الهدى والرشد، والفرق بين الولاء للأشخاص وأفكارهم الخاطئة والفاسدة والولاء المطلق لله عز وجل ولأفكار الرسالة، وسيكون هناك - بإذن الله - توجه عالمي نحو تغيير فلسفة التربية والتعليم، حيث ستعتمد الفلسفة الإسلامية، لانها توجه نحو استعمال أدوات المعرفة الثلاث ( العقل والحواس والوحي )، وبذلك يحوز الدارسين على النورين، النور الأدنى والنور الأعلى ( ... نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ... ) النور(35)، والفلسفة الإسلامية في التربية والتعليم، هي الفلسفة الوحيدة التي تربط ( قلوب وعقول ) الدارسين ببصائر الوحي، وهو الربط الذي سيجعل الإنسان دائم اليقظة بقلب حي يتمتع بالأمن الفكري والروحي والنفسي وبعقل الهدى والرشد، ولن ينام مرة أخرى نومة فكرية ولن يموت موتة قلبية داخل ظلمة الكهف الفكري المعنوي . فيما يلي ما كتبته حول آية إنسان الكهف في بعض المقالات . (( قال تعالى ( أمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) الكهف . قال المفسرون ، (( أي يقول الله تعالى، يا محمد هناك آيات أعجب من آية أصحاب الكهف والرقيم )) وبناء على ما شاهدناه أمامنا ولمسناه وأدركناه نجد تلك الآية والحالة العجيبة لإنسان الكهف ( الإنسان الحي الميت " ميت القلب " ، اليقظ النائم " نومة فكرية " ، المتعلم الجاهل " الجاهل بحقائق الأشياء "، المكتمل الحواس الفاقد للشعور والإحساس ) ، أي الحالة ونقيضها، فمثل ذلك الإنسان آية من آيات الله التي تثير العجب والاستغراب عند من لمسها وتأمل بها بعد ما أحياه الله بعد موتته القلبية .)) قال تعالى ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) ) الأنعام . إن أي علم لا تكون علوم الدين وبصائر الوحي أساسا له يصبح حلمًا يتداوله الناس فيما بينهم يعيشون بأوهامه يستيقظون منه عند الموت .
