الامام نافع رحمه الله تعالى - الدكتور ايمن سويد 

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا...🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🌷🌷🌷🌷

جزى الله الإمام قالون عنّا خيرا، ولكني أتساءل دائمًا كيف كان رسول الله ﷺ يقرأ القرءأن بالضبط؟ لماذا لم يصل إلينا قراءة نافع صرفًا بل بروايتي قالون وورش فقط، وبينهما من الخُلْف مافيه؟ ثم عندنا قراءة ابن كثير (غير المفسّر) المكية براوييها البّزّي وقُنبل. وكذلك الأمر بالنسبة لباقي القراءات العشر. كان رسول الله ﷺ يتكلم بلغة (لهجة) قريش لكونه نشأ في مكة ولكن كان عنده معرفة باللهجات العربية الأخرى أيضا، وإذا قرأ أحد الصحابة عليه القرءان بلهجته لم يطلب منه أن يقرأه بلغة قريش ولكن تركه يقرأ بلهجة قبيلته وأجازه، تسهيلا لقراءة القرءان. ثم أخذ التابعون قراءة القرءان عن الصحابة ولم يصل إلينا كيف وبأية لهجة بالضبط في كل حالة من الحالات أخذوا القراءة عنهم، وأخذ أئمة القراءات من التابعين ما وجدوهم عليه، ومن هنا صارت القراءات المختلفة وحصل خلط إلى حد ما بين عناصر تلك اللهجات القديمة، ولكن - كما يبدو لي - فقد احتفظ قراءتا نافع المدني وابن كثير المكي بمعظم عناصر لهجة أهل الحجاز ولغة قريش. ولكن نجد بعض الألفظ والعناصر التفصيلية في القراءات العشر التي أتساءل هل كان رسول الله ﷺ فعلًا يقرأ هكذا؟ كما في رواية قالون في كلمة "يَخَصِّمُون" مثلًا حيث يقرأها في أحد الوجهين بسكون الخاء ثم الصاد المشددة هكذا: يَخْصِّمُون، وكذلك نجد في رواية ورش من طريق الأزرق عددًا من القواعد المعقدة في أصولها وفي قراءة حمزة حتى أكثر وأعقد منه في ورش. هل كان رسول الله ﷺ يقرأ هكذا أو يجيز أصحابه بمثل هذه القراءات المعقدة الصعبة؟ ألم يكن الهدف تسهيل قراءة القرءان على الجميع وليس تقعيدها؟ أين إذن قراءته ﷺ الأصلية؟ ثم قراءة أصحابه من المهاجرين والأنصار؟ كيف كان مثلا عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - يقرأ وهو يؤمّ الناس في الصلاة؟ أليس من الأرجح أنه كان يقرأ القرءان بلغة قريش لكونه من مكة؟ ولكن أين الرواية الصرفة عنه؟ يبدو أن تلك القراءات الأصيلة الصرفة ضاعات نوعًا ما في البوتقة التي أخذ منها أئمة القراءات ثم رواتهم عنهم حتى تم حفظ هذه القراءات وتدوينها متأخرا بحوالي 150 إلى 250 سنة بعد الهجرة. ولقد اتّهم الزمخشري بعض الرواة بأنهم لم يسمعوا جيدا، وعندما أرى ألفاظًا مثل " يَخْصِّمُون" بدل يَخَصِّمُون أو يَخِصِّمُون أو "أَرْنَا" بدل أَرِنَا فيبادر إلى ذهني أن الزمخشري ربما على حقّ أو أن بعض القراء لم يلفظوا تلك الكلمات بطريقة صحيحة أي قرأوا باختلاس تلك الحركات مبالغًا فيه ففهما وفقرأها بعض الذين رووا عنهم بالسكون.