( الحلقة الحادية والثلاثون ).. قصة النبي دانيال عليه السلام | النبي الذي حُفر له ١٣ قبر 

قصة النبي دانيال عليه السلام
قصة نبي الله دانيال (عليه السلام) لها روايات مُتعددة في الديانات الثلاث السماوية (كما ذكرنا) إلا أن الروايات جُلها تتفق جميعًا على أنه نبي له كثير من المُعجزات والكرامات.
(في الإسلام) هُناك أكثر من رواية عن قصة نبي الله دانيال (عليه السلام)، (الرواية الأولى) تتحدث عنه أنه بعد الفتح الإسلامي لتستر في بلاد فارس أي إيران حاليًا في عهد الخليفة عُمر بن الخطاب، وأثناء جولة للجُند المسلمين دخلوا إلى بيت مال يعود للقائد الفارسي هرمزان، فوجدوا رجلًا ميتًا على سرير وفوق رأسه كتاب مكتوب بغير العربية.
بعد سؤال أهل تلك المدينة عن هذه الجُثة أكدوا أنه رجل مُبجل عندهم يُدعى (دانيال)، بل أن الأكثر من ذلك أن أهل هذه القرية أخبروا الصحابة (رضوان الله عليهم) أنهم كانوا إذا حُبس عنهم المطر يخرجون جسد هذا النبي ويتضرعون به إلى الله (عز وجل) طلبًا للماء فتمطر السماء.
وبعد اكتشاف جُثة دانيال (عليه السلام) والتي لم تتغير (رغم مرور ثلاثة قرون على وفاته، فلحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع)، وبعد التعرف عليه من خلال خاتمه والكتاب الذي كان فوق رأسه، قام الصحابة بأخذ الكتاب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أمر بترجمة الكتاب للعربية ليكتشفوا أنه مكتوب فيه تنبؤات بأحوال المسلمين ونبيهم، بالإضافة للعديد من الأخبار القديمة والقادمة على حدًا سواء.
أما الخاتم الذي وجده الصحابة (رضوان الله عليهم) مع نبي الله دانيال (عليه السلام) فقد كان منقوش عليه أسدان يلحسان رجلًا وبسؤال أهل القرية عن قصة هذا الخاتم، ذكروا أن نبي الله دانيال (عليه السلام) يُعتقد أنه من سبط يهوذا أي من أبناء النبي يعقوب (عليه السلام) في زمن ملكًا ظالم، أخبره المنجمون أنه سيولد في ليلة مُحدده ولدًا سيفسد المُلك عليه، فما كان من الملك إلا أن أمر بقتل كُل الأطفال الأولاد الذين ولدوا أو سيولدون في الليلة المُحددة ومن هؤلاء الأطفال النبي دانيال.
وهذا ما حدث، أتوا بالغُلام دانيال وألقوه في حُفرة كانت مسكنًا لأسد ولبوته ليفرتساه، ولكن عندما جاءت أم دانيال في صباح اليوم التالي لتطمئن على صغيرها وتحاول أن تنقذه صُعقت بما رأت، فقد كان الأسد ولبوته يجلسان عند أقدام دانيال الصغير يلحسانه ويحرسانه كُل الليل فنجا الله (عز وجل) نبيه وعبده دانيال (عليه السلام).
ولما اشتد عود نبي الله دانيال وأوتي الحكمة والعلم قام بنقش ما حدث معه (عليه السلام) على خاتمه تخليدًا للقصة وتذكيرًا دائمًا له بنعم الله (عز وجل) عليه.
إلا أنه ولشدة تعلق أهل القرية بالنبي دانيال والخوف من أن يصل هذا الحُب إلى حد الشرك بالله تعالى، لم يقم المسلمون أنذاك قبرًا للنبي دانيال (عليه السلام) في مكان الدفن (بأمر من عُمر بن الخطاب رضي الله عنه) بل حفروا ثلاثة عشر قبرًا خلال النهار ودفنوه سرًا في الليل دون أن يعرف أحد أين دُفن نبي لله دانيال.
ليستجيب الله (عز وجل) لدُعاء نبيه وعبده دانيال (عليه السلام) بأن أمة مُحمد (صل الله عليه وسلم) هي التي ستدفنه وليكون بذلك النبي الوحيد الذي دُفن بعد رسولنا (صل الله عليه وسلم)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن دانيال دَعا ربه عز وجل أن تدفنه أمة مُحمد".
#وثائقي_من_البداية_للنهاية
#وثائقي
#قصة_النبي_دانيال_عليه_السلام
#البداية_والنهاية
مصادر ومراجع
--------------------
تاريخ الطبري والبداية والنهاية - أبو بكر بن أبي الدنيا‏ -علي بن أبي مريم - أحمد بن حباب - عبد الله بن عبد الرحمن - تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي - أبي منصور اللغوي - يحيى بن ثابت بن بندار - وهب بن منبه - الآية 136 و258 سورة البقرة - الآية 163 سورة النساء)
رابط الحلقات السابقة
------------------------------
• وثائقي من البداية للنهاية