تأويل سورة المزمل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة المزمل: [01-10] 1- ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾: الرسول ﷺ بعدم انقطاعه عن حضرة الله وإقباله العالي الذي لم يبلغه أحد أحب الله حبّاً كبيراً فاق به الخلائقَ جميعها، وبحبه لربه أحب خلقه وأحب أن يزاملهم لإنقاذهم من الظلمات التي أوقعوا أنفسهم بها إلى النور والجنات والسعادة، وينقذهم ويخلصهم من الشقاء والآلام التي حلَّت بهم جرَّاء انقطاعهم عن حضرة الله، فكلمة {الـمُزَّمِّلُ}: هي صيغة المبالغة لاسم الفاعل مشتقة من الفعل زَمَلَ: يقال زمل فلاناً زملاً، أي عادله وأردفه وتبعه، وزمل الشيء رفعه وحمله فهو زميل، ومنها زميل الكلية أو زمالة وهي درجة علمية ينالها طالب الشهادة من الكلية، والزميل هو الرفيق والرديف بالعمل والسفر، وعلى هذا فالرسول ﷺ لمن تبعه رديف يرفعه إلى الله ويحمله بنفسه فيصبح في كنفه ومن صَحْبـِه الكرام، فهو ﷺ زميل وشفيع ودليل إلى الله وبالله، والله بهذه السورة يخاطب رسوله بقوله: ﴿يا أيها المزمل﴾: هو ﷺ طلب زمالة الخلق وصحبتهم للنهوض بهم للأنس والإنسانية ونوال الخيرات من الرحمن الرحيم بمعيته وزمالته، والله سبحانه وتعالى وجد عند رسوله اللهفة والرحمة والحنان على الخلق لإخراجهم من الظلمات إلى النور، وجده صادقاً بطلبه، لذا تجلى عليه التجلي الأعظم وجعله زميلاً لهم وباباً له سبحانه وتعالى ليسمو بهم إلى عليين. فخاطبه الله تعالى بهذا الخطاب: يا من أحببت أن تكون زميلاً وشفيعاً لعبادي بنفسك الطاهرة المزدانة بالقدس وبأكاليل النور الساطع، وأن تكون لهم سراجاً منيراً يرون بنورك جناتي وأسمائي العلية، يا رحيماً بعبادي ورؤوفاً بهم. الطريق لهذا: 2- ﴿قُمِ﴾: قم لله وانهض بهم إليّ. ﴿اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾: لكن لِمَ قيام الليل لرسول الله ﷺ؟ القيام لأجل العالمين، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وليحارب شياطين الظلام، والله هو المعطي وهو ﷺ القاسم بما يمده الله من عطاءاته ثم يمددهم ﷺ بما يتلوه عليهم من كلام الله العظيم، أنت يا رسولي تريد أن تغمرهم بالأنوار والجنات والسعادة، ولتحقيق طلبك عليك قيام الليل حتى أرسل لك القرآن ويتنزل عليك هذا البيان من أجلهم حتى يهتدوا. فقبل نزول القرآن الكريم على رسول الله ﷺ لم يهتدِ أحد لكن بعد نزول القرآن اهتدى به ﷺ، واهتدت بهديه الخلائق فآمنوا معه وصاروا علماء حكمـاء. وحتى الرسـل والأنبياء عليهم السـلام ازدادوا سمواً وعلواً بهديه وبيانه بما أشهدهم ﷺ من أسماء الله وجناته ومعانٍ لكلماته تعالى ما كانوا ليبلغوها لولاه. لأن الإسراء والمعراج تمَّ بقيام الليل، فقيامه الليل حتى يتنزل عليه القرآن الكريم من أجل الخلائق ومن أجل أصحابه الكرام الذين كانوا ببداية مسيرهم ولا يعرفون التوجه إليه، لذلك بقيامه ﷺ الليل حيث لا مشاغل ولا أحد عنده يكون متفرغاً عليه السلام لنفسه ولغيره فيما بعد، نهاراً: حسب الآية الكريمة بعدها ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً﴾768. 3- ﴿نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا﴾769: من نصف الليل. 4- ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴾: حسب المناسب. فالليل صيفاً يكون قصيراً جداً عكس ليل الشتاء يكون طويلاً فقيامه الليل على حسب الظروف من مرض أو مشاغل أو سهر وبسبب نقصان وزيادة الليل صيفاً وشتاءً. ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ﴾: نهاراً على أصحابك بعد قيام الليل ونوالك الخيرات في قيام الليل. ﴿تَرْتِيلًا﴾: آية بعد آية حتى يفكروا بها، للفهم والعقل، فالرسـول ﷺ كان يعطيهم قدر صفحة من القرآن بدرس الجمعة يتدارسون ويفكرون بها من الجمعة إلى الجمعة يعيشون بها وبأحوالها، ثم يأتي الدرس والرسول ﷺ يشرح لهم المعاني وهكذا أُنزل القرآن في قلوبهم. فعلى الإنسان أن يقرأ بصلاته في الركعة الواحدة آيتين أو ثلاث أو سورة قصيرة حتى يستطيع أن يفكِّر فيها ويتعرف إلى معانيها، ويعيش بها وبأنوارها ويشاهدها بمعية تاليها ﷺ القلبية. 5- ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾: ثقيلاً بالخيرات لك وللعالمين بأنواري وأنوارك، فيه جنات وعطاءات وأنوار، فيه شفاء للقلوب وسعادة لها، وهذه الخيرات أُنزلت على الرسول ﷺ لقوله تعالى: ﴿عليك﴾ لا على سواك، فكل الخيرات المنزلة من حضرة الله تأتي على رسول الله ﷺ صاحب الفضل الكلي العميم. فالله المعطي وهو ﷺ القاسم يلقيه على الصحابة الكرام، فالإنسان إذا لم يحب أو يقدِّر رسول الله ﷺ ولم تصبح له صلة به وشفاعة يبقى محروماً من الخير والسعادة ولا يخرج منه خير. لكن من يستفيد ويأخذ هذه الخيرات؟ 6- ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ﴾: ما ينشأ فيه من خيرات، "وكل من يقوم الليل فله من هذه الخيرات"، بقيام الليل تنشأ خيرات عظيمة لما فيه من هدوء وصفاء نفسي، حيث إن المرء لا ينشغل بشيء ولا يخطر على باله طعام أو شراب، ففيه عقل حقائق القرآن وشفاء للقلوب وإقبـال على الله وسبـح نفسي. فالله أعد لمن يقوم الليل خيرات كبيرة وعظيمة ما كان لينالها لولا قيامه الليل، لذلك كان الصحب الكرام رضوان الله عليهم بالليل رهباناً وبالنهار فرساناً، من الفراسة أي صـارت لهم فراسـة أي بصيرة من الله، دائماً ينظـرون بنـوره، فلا أحد يستطيع أن يخدعهم أو يغشهم، لذلك مدحهم الله سبحانه وتعالى وأثنى عليهم بقوله الكريم: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾770. وبهذا شفيت نفوسهم من حب الدنيا وعللها وأصبحوا مرشدين يدلُّون الناس على ربّهم وعلى الرسول، يُدخلون في قلوبهم محبته ﷺ والرسول يُدخلهم على الله، وبهذا سلّم الله الصحبَ الكرام البلادَ والعباد لأنهم أهل وجديرون بهذا، فلا غاية ولا مطلب لهم إلا هداية الخلق.
عيسى المسيح من هي زوجته ومن هم ابناءه القران يقول انه متزوج وله ابناء وماهو الدليل سورة الرعد 38 ولماذا تم اخفاء هم عمدا ويوسف النبي هل كان زوج مريم ام المسيح وهل كان موسى وهارون اخوان مريم ام المسيح وماهو الدليل اف اف
