إذا خلت الأرض من الأنبياء في زمنٍ ما، فإنها لا تخلو من أوصياء الأنبياء، وكل من الأنبياء وأوصيائهم هم حجة لله تعالى على خلقه، والباحث المنصف يجد أن الأرض ما خلت من حجة قبل ولادة الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم)
@@AliHasan-nt9rx البينة على من ادعى، من يقول بأنه يوجد هناك حجة قبل الرسول عليه الصلاة والسلام فعليه أن يقدم الدليل وعطينا اسمه ويثبت أنه حجة، أما تقديم فرضيات فارغة بلا أي دليل فذلك من العبط والجهل الذي لا يُقام به دين. الباحث المنصف يجد أن الأرض ما خلت من حجة قبل ولادة الرسول، ههههه. قدم لنا أيه الباحث المنصف اسم هذا الحجة أم أنه مجهول أو لعله كان مسردبا.
الدليل العقلي يدلّ على أنه لا بد من حجة في كل زمن، لئلا يأتي عبد يوم القيامة عندما يسأله الله تعالى "لماذا لم تتّبع الحق ولم تكن مطيعاً؟" فيحتجّ على الله بأن لم تجعل بيننا شخصاً معصوماً من قِبلك لنتّبعه ونهتدي بهُداه، فتكون حجة العبد أقوى من حجة ربّه، فهذا يدلّ على نقص وضعف في الله، حاشاه سبحانه وتعالى! ﴿قُلۡ فَلِلَّهِ ٱلۡحُجَّةُ ٱلۡبَـٰلِغَةُ﴾ [سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ١٤٩] وغيره من الأدلة، مثل أنه يلزم من ذلك نقض الغرض من خلق الناس، وهو اتّباعهم للحق وعبادتهم الحقّة له تعالى، ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ﴾ [سُورَةُ الذَّارِيَاتِ: ٥٦]، فكيف يُتصوّر أن يترك الله الناس بدون حجة يقتدون به ويهتدون به، من نبي أو وصي، فهذا ينافي غرضه من خلقهم وهو تحقق العبادة منهم.. وبعد فهم هذا، فلا بد في الفترات بين الأنبياء من حجج لله في أرضه، وإن لم نعلمهم الآن كلهم بأشخاصهم، كما لا نعلم كل الأنبياء بأشخاصهم، ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلࣰا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَیۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَیۡكَ﴾ [سُورَةُ غَافِرٍ: ٧٨]، فقد أعرض الله عن ذكر كل الأنبياء بأسمائهم وأشخاصهم في القرآن، فلا ضير ألّا نعرفهم ما دمنا نؤمن بهم وبنهجهم، وكذا لا ضير في أمر باقي الحجج.. ولعلنا نجد بعض آباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا من الأوصياء وعلى دين الأنبياء السابقين الحق، وكان هؤلاء الأوصياء حجة، مثل هاشم وعبد المطلب وغيرهما. وليست معرفتهم بأشخاصهم محل ابتلائنا في هذا الزمان ولسنا مُطالَبين به الآن، وإنما يُطالبنا الله سبحانه بمعرفة حجة زماننا.. فقد اتّفق المسلمون على الرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"، إذاً لا بد في كل زمن من وجود إمام وإلا لو خلت الأرض من الإمام فقد عرّض اللهُ عز وجل الناسَ لميتة جاهلية ولنار جهنم ظلماً! ولا بد أن يكون هذا الإمام معصوماً من الله عز وجل، إذاً ليس أيّ حاكم ظالم في هذه الأزمنة - كما يتوهّم بعضهم - يعدّ إماماً بل الإمام هو مَن اختاره الله، ولم يَختَره البشر، حيث إنّ البشر كثيراً ما يُخطئون في أبسط أمروهم، فكيف يُتعقّل أن يختاروا إماماً هو قدوة لهم وحجة، مع كونه من أعظم شؤون الأمة! على ضوء ما تقدّم وغيره من المقدّمات -أيها الضاحك المستهزئ!- يمكن أن يسير المنصف الباحث عن الحق، الساعي للنجاة، كما روى المسلمون حديث الفرقة الناجية، وحاشى أن يكون آل الرسول الكرام (عليهم السلام) مُنتمين لغير الفرقة الناجية! وكذلك مَن يتّبعهم..
هذا السؤال موجه لمهدي الرافضة الهارب ، لماذ أنت هارب حتى الآن هل أنت خائف من شيء؟ أم أنك خرافة ؟ وهل صحيح أن ستخرج بقرآن جديد غير هذا القرآن؟ إن قلت أنك لست خائف فسأقول لك ماذا تنتظر لتخرج؟ إن قلت أنتظر أمر الله فسأطلب منك الدليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئاً إلا بينه لنا، إلا إذا كنت ستطعن في النبي فهذا أمر آخر .
