وأما الأذكار التي ذكرها المصنف - رحمه الله تعالى - مما يقوله الخارج من المسجد فجميعها لا تسلم له.
والثابت عن النبي ﷺ عند الخروج من المسجد هو ذكر واحد، وهو أن يقول الإنسان: «اللهم إني أسألك من فضلك». أخرجه مسلم في «صحيحه».
وأما رواية: «اللهم افتح لي أبواب فضلك» فلا تثبت، وإنما فتح الأبواب عند الدخول بأن يقول الإنسان: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»، وأما الخروج فيقول: «اللهم إني أسألك من فضلك».
والأذكار المنقولة فيه عن النبي ﷺ الزائدة على هذا؛ كالتسمية، أو الصلاة على النبي ﷺ = لا يثبت منها شيء.
وأما قول: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم...» فهو يختص بالدخول، ولا يذكر في الخروج.
وكثير من المصنفين في الأذكار إذا وجدوا ذكرا جعلوه في غيره أيضا على المقابلة، فيذكرونه في أذكار الأمر الذي ثبت فيه الذكر ويذكرونه في مقابله.
فمثلا: يذكرون هذا الذكر في أذكار دخول المسجد، ويذكرونه في الخروج منه، ولم يأت الدليل إلا أن هذا الذكر خاص بالدخول إلى المسجد.
ومثله من يذكر في أدعية المساء: «أمسينا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وملة أبينا إبراهيم، ودين نبينا محمد ﷺ»، فإن هذا غلط محض؛ لأن هذا الذكر إنما جاء في الإصباح فقط، فالحديث الثابت أن النبي ﷺ كان إذا أصبح قاله.
وهذا الذي جاء في الرواية هو المناسب دراية؛ فإن الإنسان يشرع له في أول استيقاظه أن يجدد العهد مع الله - عز وجل - بهذا الذكر، وأما في آخر الوقت فلم يرد أن العبد إذا أمسى يعيد تجديد العهد.
29 сен 2024