والله الذي لا اله الاهو تفاصيل التعذيب سمعتها حرفيا من والدي رحمة الله عليه .. كان يقول كنا ندعوا لله انه يميتنا ويرحمنا ....الله لايسامح كل من عذب سجين لاحول له ولاقوة
القسم المسمي بالمحقرة الذي سجن فيه أمثال احمد السنوسي، وادم الحواز، وعمر الواحدي، وعمر الحريري المفروض يسمي "المدفنة"! لأن السجين فيه لايخرج من الحفرة التي هو فيها لعشرات السنين في سجن ضيق جداً وتحت تعذيب في غاية الوحشية، ولايكلم احد ولا يري الشمس ولازيارات ولاعناية طبية وليس له اي حقوق.
اعرف القذافي وبشاعة افكاره وحقده على ليبيا والليبيين، وكنت مع التسامح، وجو حبال سو طاح في بئر،وضد فكرة العزل السياسي، لكن من خلال هذه الحلقات مع السيد على العكرمي، السرد التاريخي القيم وبشكل مهني وانساني فائق في الدقة والروعة وكنت عايشت بعض احداثة، عرفت ان العزل السياسي كان من ابسط الافعال التي كان يجب فعلها، بل كان يجب الا يقتل هذه المخلوق لمعرفة اصوله وغايته من هكذا حكم، وكان يجب اعتقال كل اركانات النظام والتحقيق معهم، لكتاب تاريخ هولاء الظلميون الذين استمتعوا بعذاب شعب لمذة 42 سنه عجاف لم ترى البشرية مثلها.
شي لايمكن حتى للعقل استيعابه. الغالبية العظمى من الليبيين عاشوا تلك الفترة بمزاج عادي وكنت أتذكر وأنا طفل صغير في تلك الفترة (الثمانينات) أن الناس كانوا سعداء ويرقصون في الأفراح وكأن هذه الجرائم الشيطانية لم تكن موجودة. الليبيين اللذين عاشوا في تلك الفترة يمكن تقسيمهم إلى 4 فئات هي (1) مناضلين وأصحاب فكر ضحوا بالكثير وهم شجعان بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم. (2) ناس هاجروا إلى الخارج لاقتناعهم بأن مجابهة النظام غير مجدية ولن تنجح وأن الحياة في ليبيا مستحيلة. هؤلاء بشر عندهم قيم وأخلاق. (3) انتهازيين ربحوا أموال كثيرة من خلال التماهي مع النظام أوالتطبيل له أو أنهم عملوا بمبدأ أن غالبية المجتمع فاسدة وأن النظام باقي وبالتالي فأنهم سوف يستفيدون منه. بعض هؤلاء الناس لم تكن له علاقة بالنظام وإنما استفاد من الواقع فقط (4) ديوثين لم يتصدوا للنظام ولم يستفيدوا منه ولم يهاجروا إلى الخارج، بل عاشوا كحيوانات في ليبيا للقذافي ليجري عليها تجاربه.
تجارب ليس لها مثيل قرأت الكثير من كتب التاريخ وبعض الروايات ولكن هذه القصص التي سردها هذا المناضل لم أقدر أن استوعبها بل في كل حلقة أسمعها يأخذني الهلع والخوف وكأني بينهم
