السائل : ما هو فضل الدفن في البقيع أو مكة مع أن الإنسان إذا مات ليس له إلا أعماله ؟
الشيخ : لا أعتقد أنه يوجد لمن دُفن في مكة أو في المدينة فضيلة خاصة لمجّرد الدفن، ويعجبني في هذه المناسبة ما رواه الإمام مالك في الموطأ أن سلمان الفارسي كان في العراق وأبو الدرداء كان في المدينة ، فكتب إلى سلمان يحضّه على الإتيان في المدينة ، فرد عليه الجواب بقوله : " إن الأرض المقدسة لا تقدّس أحداً ، إنما يقدّس الإنسان عملُه "، ولذلك فما يفعله بعض الناس من التوصية أنه إذا مات أن يُدفن في مكة أو في المدينة ، وبخاصة الشيعة هؤلاء حيث يوصون أن يُدفن في النجف لأنها أرض مقدّسة عندهم ، هذا وذاك لا يُشرع إطلاقًا ، هذا بلا شك أي إيثار الدفن في مكة أو المدينة شيء ، واستيطان هذين البلدين شيء آخر ، فلا ينبغي أن يلتبس الأمر أحدهما بالآخر
الشيخ : وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات في المدينة يوم القيامة ) فإنما يعني بهذا الحديث ليس مجرّد الدفن وإنما الإقامة ، ذلك لأن الإقامة في البلاد المقدسة المفروض عادةً أن هذه البلاد أهلها يكونون أصلح من غيرها من جهة ومن جهة أخرى أن المهاجر إلى هاتين البدتين - مكة والمدينة - يكون أجره مضاعفًا بسبب الصلاة الفضيلة المعروفة في مكة والمدينة ، فلذلك حض عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يموتوا في المدينة.
5 июн 2024