تلخيص مع إضافة يسيرة لهذه المحاضرة والتي قبلها.. العلم الذي يدرس الإنسان من الناحية المادية هو علم الأحياء، وأما العلم الذي يدرس الإنسان من الناحية المعنوية هو علم النفس الإنساني وكما أن علم الأحياء تندرج تحته مجموعة من العلوم الفرعية مثل التشريح والذي يقوم على دراسة تركيبة الأعضاء التي يتكون منها الجسم تنتدرج مجموعة من العلوم أيضاً تحت علم النفس الإنساني منها علم نفس المعنى والذي يهدف لجعل إنسان محدد يجد معنى من حياته ولاحظوا هنا أننا قلنا "إنسان محدد"؛ لأن هذا الهدف يختلف بإعتباره هدف محدد بدقة من شخص لآخر بل هو أحياناً يختلف بالنسبة لنفس الشخص من فترة لفترة حسب ما يطرأ في حياته من تغيرات وعلى كل حال فإن هذا العلم يقوم على ثلاث ركائز هي علماً أنه لا يتطرق لكونه في مجال العلوم المتجردة بنفسها عن مالا يعد من العلوم للدين وما يقدمه من أجوبة في هذا الصدد وبالتالي لم يتم تقرير حقيقة أن هناك هدف عام يمكن أن يجتمع به كل إنسان ومن هنا فإننا نقدم إضافتنا كمسلمين قائلين أن الهدف الذي يشترك به كل إنسان هو عبادة الله تعالى وكلنا يعلم قوله تعالى: "وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون" وثم بعد ذلك يتم تحديد هدف كل إنسان بشكل أكثر دقة بحسبه:- - الركيزة الأولى: حرية الإنسان:- تتضمن هذه الركيزة حقيقة أن الإنسان يمتلك حرية داخل إطار الخيارات المتاحة له، وقدراته وبالتالي فإنه ممتلك للفرصة التي تشكلها هذه الخيارات وبنفس الوقت مسؤول عن ما يكون منه اتجاهها. - الركيزة الثانية: إرادة المعنى:- وتتضمن هذه الركيزة أن يكون الإنسان مريداً لمعنى في حياته وهذا أمر تقريباً حاصل على كل حال ولا يحتاج من شخص ما أن يسعى لتحقيقه إذ أن هذا شيء الإنسان مفطور عليه خصوصاً من مر بتجارب حفزت هذا الجانب فيه على رأسها الإبتلاءات. - الركيز الثالثة: إيجاد المعنى:- تتضمن هذه الركيزة إيجاد المعنى الصحيح وهو حسب مؤسس هذا العلم معنى مجرد متأصل في الطبيعة على الإنسان أن يكتشفه بمعنى أن هذا المعنى موجود وجاهز للإتخاذ كهدف وكل الذي عليك هو أن تجده وهنا أحب أن أضيف أن تحديد الهدف بصورة صحيحة أمر مهم للغاية ويمكن أن يكون هذا موضوع منفصل يتم بيانه بشكل مستقل على حدا لكن تكفي الإشارة هنا خصوصاً لإنسان مسلم أن يحسن تحديد هدفه. ملحوظة: يمكن علاج إنسان يعاني من العصاب(مشكلة نفسية) تماماً بجلسة واحدة من خلال هذا العلم الرائع والمذهل لكن هذا في حال كانت مشكلته من التي يبحث هذا العلم في التعامل معها أي مشكلة في القيم، وتحديد أساس تقوم عليه الحياة كشيء جدير أو بالأحرى يجب أن يعاش.