النشرة الاقتصادية - إسرائيل تعارض إعادة إعمار البنى التحتية للاتصالات في قطاع غزة 

اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة

**ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.** **ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻷﺣﺒﺔ،** ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺇﻻ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺳﻨﻘﻒ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻟﻨﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ. **ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:** *ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻧﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻭﷲ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ* **(ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: 140)**. **ﻭﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:** "ﺇﻥ ﷲ ﻳﻨﺼﺮ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﻋﺒﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ"، ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻧﺼﺮﺗﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ. **ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:** *ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻟﺬﻛﺮ ﷲ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ* **(ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: 45)**. ﻓﺄﻗﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻴﺮ ﺩﺭﻭﺑﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺪﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ. ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻮﺍ ﺫﻛﺮ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ. **ﻭﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:** "ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﻓﻠﻪ ﻋﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ"، ﻓﺎﺳﺘﻐﻠﻮﺍ ﺃﻭﻗﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺈﻥ ﷲ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ. **ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:** *ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﷲ ﺇﻥ ﷲ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ* **(ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: 2)**. ﻓﺎﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻟﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻤﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ. **ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ،** **ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻨﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺍﺽ ﻋﻨﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻠﻘﺎﻙ ﺑﻮﺟﻪ ﻛﺮﻳﻢ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻴﻦ.** **ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.**

**ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ** ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﷲ، ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ. ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﻟﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺣﻰ ﺑﻬﺎ ﷲ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﷲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻧﻮﺭ ﻳﻬﺪﻱ ﺑﻪ ﷲ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ، ﻭﺷﻔﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ، ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ: "ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻭﻗﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ" (ﻳﻮﻧﺲ: 57). ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺩ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻀﻼﻝ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ، ﻭﻳﺮﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ. ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻟﻦ ﺗﻀﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺗﻤﺴﻜﺘﻤﺎ ﺑﻬﻤﺎ: ﻛﺘﺎﺏ ﷲ، ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ". ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻫﺪﻱ ﷲ، ﺃﺭﺳﻞ ﷲ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻗﺪﻭﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﺳﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻠﻘﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﻭﺃﺣﻠﻤﻬﻢ، ﻭﺍﺻﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ، ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ، ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ، ﻭﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ. ﻟﻘﺪ ﺿﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺌﻴﻦ، ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ. ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ: "ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ" (ﺍﻟﻘﻠﻢ: 4). ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺇﻥ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻜﻼﻡ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ، ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺣﺜﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺴﻨﺔ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻨﺎ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴﻨﺘﻲ ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ، ﺗﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﻋﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ". ﻭﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺃﻳﻀﺎ، ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻨﺪﻋﻮ ﺑﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻭﺃﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﺦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ". ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﷲ، ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ، ﻫﻮ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﷲ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻭﺑﺚ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺩﻋﺎﺋﻨﺎ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﻫﻤﻮﻣﻨﺎ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻣﺎﻧﻴﻨﺎ. ﻭﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ، ﺃﺫﻛﺮﻛﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻲﺀ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻳﺮﺷﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ. ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ: "ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﺳﺎﺀﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺳﺎﺀﺕ ﻟﻪ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺂﺛﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﻨﻰ". ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ: "ﺍﻋﻤﻞ ﻟﺪﻧﻴﺎﻙ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﺃﺑﺪﺍ، ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻵﺧﺮﺗﻚ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﻤﻮﺕ ﻏﺪﺍ". ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﷲ: "ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺑﻈﻬﺮﻫﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺩﺑﺮﺕ ﻋﻨﻪ، ﺃﺩﺑﺮﺕ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ". ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﷲ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻜﻢ، ﻭﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ، ﻭﺍﺻﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ، ﻭﺍﺩﻋﻮﺍ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻠﻚ ﺑﻨﺎ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ، ﺇﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.