بسكرة/ باب طبنة بجامع سيدي عقبة .. تحفة أثرية إسلامية 

من بين المعالم الأثرية التي يزخر بها جامع سيدي عقبة باب خشبي قديم عمره أزيد من 10 قرون، والمعروف باسم طبنة، عرف بهذا الاسم نسبة إلى المدينة القديمة “طبنة” الموجودة تحت التراب على بعد 4 كلم شمال مدينة بريكة ولاية باتنة.
أمر السلطان المعز بن باديس بإرسال هدية باسمه إلى ضريح القائد الفاتح “عقبة بن نافع” فقام أمير طبنة بتنفيد رغبة السلطان، وأرسل الهدية، لكن القافلة التي تحمل الهدية تعرضت في طريقها لعملية سطو من قبل قطاع الطرق، فنهبت ولم يصل منها إلى سيدي عقبة إلا الباب الخشبي حيث سرق كل شيء حتى المقابض المصنوعة من الفضة
هذا الباب تحفة فنية بطراز إسلامي محض، مصنوع من خشب الأرز المعروف بالعامية باسم البڨنون، وهو شجرة منتشرة في جبال الأوراس بكثرة، وقد أجريت على هذا الباب عدة دراسات من قبل مختصين من بينهم بول بلانشي، والنقيب سيمون، وجورج مارسيه، وغيرهم.
طول هذا الباب 2.60م وعرضه 1.30م، ينقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسة هي:
مركز الباب وهو عبارة عن دفتين تتخللها ثلاثة أعمدة خشبية تثبيتية مزخرفة بزخارف متنوعة في كل عمود.
العضادات الجانبية وتحتضن الدفتين والمزخرفة بعناصر متكررة بعنصر واحد لكل عضادة.
أما عضادتا الباب الأفقيتان العلوية والسفلية، فالعلوية تحتوي على عدة تصميمات للفائف بسيطة متشابكة في اتجاه تعاكسي، وداخل المربع الأيسر نجد حلية مثلثة توصف بعلامة استفهام تقابلها علامة استفهام مماثلة تنتهيان من الأسفل بعلامتين صغيرتين في وضع مقلوب، وقد وضع خط رمحي الشكل بين العلامتين، أما الجزء الأوسط من العضادة فهو عبارة عن مستطيلين بداخلهما لفائف ملتوية في اتجاه تعاكسي تبدو وكأنها أشكال لوزية أو قلوب مقلوبة.
وقد تم إصدار طابع بريدي سنة 1986م فيه صورة لهذا الباب، لكن لوحظ أن به خطأ يتمثل في كون نسبه إلى مدينة طولڨة.
هذا وقد صنف هذا الباب كمعلم أثري تاريخي سنة 1900 في الجريدة الرسمية رقم: 07 ليوم 1968/01/13م.