لقد جاءني الخذلان يا صديقي من أكثر الأشخاص قربا لي ، أفقدني ثقتي بالجميع من بعده ، جعلني أعيش حالة من الفزع والخوف الدائم ، ما عاد بمقدوري السماح لأحد بالإقتراب مني ، أصبحت أرى الجميع مجرد مشاريع خذلان مؤجلة قيد التنفيذ ، جفت حياتي بتفاصيلها وانتحرت أمنياتي على أعتابها ، صرت أعيش حياة لم أتمناها ولم أرغب بوتيرتها يوما ، بردت جميع مشاعري وكبرت مخاوفي وتزعزع يقيني بكل شيء ، ها أنا أمضي في الحياة فاقدة للشغف والرغبة ومن دون حماس للغد أيضا ، أمضي لمجرد المضي لا أكثر ، تبلدت بشكل كامل ما عاد شيء يؤثر بي ، تمر الأيام وأنا أتحسر على ما آلت إليه حياتي ، وصلت لأعلى ذروة من الألم ، أصبحت أدعو كل ليلة بأن يأتيني الجبر ، بأن أستيقظ فجأة وأجد نفسي متعافية مما انكسر بداخلي ، أشعر لوهلة بأنني انتهيت فعليا وأن وجودي مجرد وهم ، أتساءل يا صديقي مرارا :هل سينسى من نجا من الغرق شعور الخوف الذي شعر به في تلك اللحظة والموت قريب منه جدا؟؟ وذلك العصفور الذي نجا من طلقة من بندقية الصياد ، هل سيعود يطمئن لتلك الشجرة التي كان يقف سعيدا مغردا عليها؟ لا أريد أن أبقى عالقة في ذلك الجرح ، لا أريد أن أتذكر تلك الصفعة التي تلقيتها في مأمني وفي لحظة ثقة ، لقد تزعزعت طمأنينة قلبي ، كيف لي أن أعود كما كنت ؟ كيف أخبرني ، كيف أستعيد سعادة انتزعت مني؟ كيف سأحيا من أجل الحياة وليس مجرد إنتظار للموت أو الإعلان عن موعد دفني..من أين أشتري رغبة وشغف للأيام المقبلة ؟ أين أجد سوقا يبيع الإنبهار ؟ لم يعد يغريني شيئا في هذه الحياة وما عدت مطمئنة لأحد فيها..ساعدني يا صديقي أحتاج حياة غير هذه الحياة ، أرغب بالإختفاء دون أثر خلفي 😔✌🏻🇱🇾