من يوم ما المواطن المصري بيوعى ع الدنيا و بيبدأ يزحف ناحية ريموت التلفزيون عشان يستكشف القنوات المصرية , وهو بيلقى في وشه نفس السحنة أم دقن المرعبة و الشخص اللي ضارب طقم الارهاب و مكشر و عنده زبيبة صلاة تقطع الخلف .. طلته بتخلي المواطن الطفل يتصدم و يعملها على نفسه و يعيط و يجرو عليه يغيروله الكافولة .. و بيتحول الموضوع بالنسبة له لعقدة نفسية مرتبطة بتغيير الكافولة .. فكل ما بيصحى الصبح يقلب في القنوات عشان يجيب الكارتون يا عيني , بيتكعبل في فيلم و اتنين فيهم نفس العفريت ابو دقن اللي بيمد ايده من التلفزيون و ينزل فوقيه جلد لحد ما يجيب قناة تانية .. شئ مرعب , و كفيل يجيب لحد أي صرع و تبول لا ارادي !و بالتالي بيكبر المواطن و بيحتفظ بنفس العقدة و التحفظ تجاه أي حد متدين و بدقن , و بيترسخ في ذهنه أسطورة وحشية و مخيفة اسمها المتدين , ما تقلش وحشية و رعب عن أسطورة أبو رجل مسلوخة .. لكن أحياناً , ساعات .. بيقرر المواطن يواجه خوفه , فا بيمسك نفسه و بيلبس تلات كافولات فوق بعض و يقعد يتابع من غير أي عواطف أو بللان فيلم او مسلسل من اللي بيخاف منهم .. فا بيلاقي ان في حاجات مش منطقية و مش موجودة على أرض الواقع .. يعني عمره مثلاً ما قابل متدين بيعطش الجيم إلا لو كان متدين من أسيوط , و مش دايماً بيكون المتدين مبرق و مكشر كأنه مزنوق و عاوز يفك زنقته ع الخلق .. بالعكس في ناس متدينين بيقابلهم بشوشين و ولاد حلال .. و ما شافش متدين بيسحب كلاشنكوف في خناقة قبل كدا , بيتخانقو زيهم زي بقية البني آدمين و الشيخ فلان جارهم لما بيتحمق على حد بينزل بالمساحة عادي ..
طب ايه الحكاية ؟ هو التلفزيون اللي بجد ولا الواقع اللي بجد ؟ ..
هنا بيحصل تصادم في عقل المواطن بين تلقين التلفزيون و بين تجاربه الواقعية و حكمه الشخصي على الأشياء .. لكن في نفس الوقت بيسمع عن أعمال ارهابية بتقوم على ايادي نفس المتشددين اللي بيشوفهم في التلفزيون وغالباً في اللحظة دي بتتغلب كفة التلفزيون على كفة تجاربه الشخصية وبيقرر يميل لرفض كل المتدينين بالجملة و من غير استثناءات .. و عليا و على أدياني ..
للدعم على Patreon :
/ ahmedbehiry
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
t.me/ABehiry
الصفحة الرسمية لاحمد بحيري علي الفيسبوك
/ ahmed.behiry.the.page
الصفحة الرسمية علي تويتر
/ ahmedbehiry
اشترك في القناة لمتابعة الحلقات الجديدة
goo.gl/2KheJZ
المصادر:
-المتدين الذي لم تعرفه الشاشة
bit.ly/3uo5EOA
-إرهابي شهواني وفاسد.. صورة المتدين في السينما العربية
bit.ly/3voEdph
-العلمانيون استغلوا الفن والإعلام لتشويه صورة المتدينين
bit.ly/2SxoTb7
-البُعد العقدي والقيمي في السينما المصرية
bit.ly/3vqSpOn
25 май 2021
