جزاكم الله خير الجزاء سلسة جميلة و مفيدة اشعر أني لا أستطيع اتابع حلقة الا و اكمل الاخرى ما اعظم كلام الله و ما احوجنا الى تفسيره و لقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر
ما شاء الله تفسير كافي ووافي جزاكم الله عنا خير الجزاء والله تفسير أكثر من رائع واحس بعد سماعة يسهل على حفظ القرآن الكريم. .....الحمد لله، نفع الله بكم.
لا اله إلا الله محمد رسول الله جزاكم الله خيرا و نفع بكم الأمة و جعله في ميزان حسناتكم أجمعين ووفقكم لكل خير وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم
أردت أن أبين أن الأعناب تدخر بالزبيب ومنه الزبيب الأحمر والأسود بأنواعه وتدخر خلاً أيضا وحتى أوراق الأعناب تتدخر لطبخها (ورق العنب) وهي من أطيب المأكولات فسبحان من خلق وسبحان من صنع جل الله الخلاق في علاه
إياك أن يقنعك الشيطان أن الله لايسمع ولايفتح بابه إلا لمن بلغوا من الإيمان عتيا بل إنه برحمته ولطفه يسمع لك على أي حال كنتَ ولايغلق بابه في وجهك مهما بلغت ذنوبك فلا تكابر ما دمت منكسرًا خجلًا من نفسك تحب الخير ولو لم تفعله وتكره الشر ولو فعلته تقبل الله منا ومنكم
مهما كان حالك يبقى فيك دوما شيئا جميلا ربما لا تعرفه من قبل ... مهما كانت الظروف حالكة السواد من حولك .. فلا أملا تعطيك و لا خيرا تبشرك ... فكن على يقين أنها تحمل في طياتها أيضا مفاتيح الخروج لنور وهداية ... مهما قالوا عنك ما لا يرضيك .. مهما وصفوك بما ليس فيك ... مهما أسمعوك نشازا لا يطربك .. فلا تصدقهم يا أخي وصدق سورة النحل ... لو كانت آلاف الأصوات حولك تزعجك وتحكي عنك قصص الأوهام والضياع والحسرة فهناك صوتا سماويا صادقا يأتيك من قلب سورة النحل مهما كانت ثقتك بنفسك ،، ومعرفتك بقدرك ،، وتقييمك لسيرتك ومسيرتك ،، وعلمك بحالك وحقيقتك ،، وإدراكك لنقاط ضعفك وقوتك ،، ووعيك بمساوئك ومحاسنك : ستظل دوما أقوى مما تعتقد وأذكى مما تتصور وأجمل بكثير مما تفكر وتظن . والدليل هنا في النحل يمكنك إمتلاكه . ثمة أعذار لا تنتهي يا صديقي : تقيدك عن روعة هذا الجمال المختبىء بداخلك - تمنعك عن نورك الساطع خلف أسوار مظلمة يجب أن تنهدم ... تعطلك عن السعي إلى سباق الخلود بأصنام بائسة لابد أن تنكسر ... تؤخرك عن مهمتك المقدسة بطول الآمال المزيفة وراء دنيا فانية تهلكك ... تغيبك عن حضور بهي بين يدي ربك بمظاهر وصور تخدعك ... تزين لك طريقا موحلا كي تغرس فيه رايتك ... ثمة أعذار وأفكار لا تنتهي يا صديقي : تبقيك أسيرا لا يعرف فكاكا أو خلاصا ،، مشردا وسط الزحام بلا وجهة أو غاية ... تائها بلا رؤية فتنسيك إسمك وفصلك وأصلك ... تجعلك فريسة سهلة في شباك شيطان لا يهدأ ... تبعدك عن روحك الطاهرة المتعطشة لبارئها العظيم ... تضيق عليك أنفاسك كي لا تحرر سيادتك بعزة وشموخ ... وتضع في خطاك الأشواك كي لا تعبر وتنهض ... تظل تصارع فيك إنسانيتك المكرمة وفطرتك الطيبة بلا رحمة أو هوادة ... تكتم فيك ذاك الصوت العذب الهامس في أذنيك طوال الوقت : أما آن الأوان بعد ؟! و تحبس عنك نداءات رحيمة تتكرر لطالما تدعوك لقرب وحب ووصال ..... تأتي سورة النحل لتعلمك ببراعة كيف تخرج أفضل مما فيك دوما ... وتمنحك بسخاء سر تلك الصنعة وأدواتها .. وتدفعك طوال عمرك بذكاء وعلم أن تستخرج أفضل الأشياء من كل الأشياء .. وتضرب لك الأمثال بحكمة وإتقان بطول وعرض السورة بشكل مدهش عجيب ... تضرب لك الأمثال برا وبحرا وجوا .... أرضا وسماءا وخلقا ... عسلا ولبنا ولحما ... ماءا ونباتا وشجرا ... لا تدع السورة فكرة موحية بهذا الشأن إلا وسجلتها بقدسية وبيان ... لا تترك قيمة ملهمة إلا وأشارت إليها بعظمة وإجلال .... يضرب الله للناس كل الناس في سورة النحل الأمثال بالنحل والأنعام والنبات والشمس والقمر والنجوم والبحار والأنهار والجبال والماء والطير والغزل والنعم والأزواج والبنين والأحفاد والأمهات ... تعلمك السورة وهذا هو درسها الأعظم ورسالتها الأهم وقيمتها الأكبر وعبرتها الأقوى ومعناها الأجل : كيف تخرج من باطن الأشياء أفضل المنافع والخيرات والعطايا ... كيف لك أن تحول شيء لشيء آخر أصلح وأوفر وأنفع لبني الإنسان والعالم أجمع ...يأتي الحديث عن بطون النحل وكيف يخرج منها عسلا شهيا فيه شفاء للناس ... عن بطون الأنعام وكيف يخرج منها لبنا خالصا سائغا للشاربين ... عن بطون البحار وكيف يخرج منها حلية تلبسونها ولحما طريا ... عن بطن السماء وكيف يخرج منها ماء ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ... عن بطون الأرض ألقى فيها رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا ... ومن جلود الأنعام بيوتا ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا و متاعا إلى حين ... ومن بطون الجبال أكنانا ... ومن المواد جعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم .... ومن الخيوط صناعة الغزل والنسيج ...... وفي قلب تلك الآيات والأمثال يأتي الحديث عن بطون الأمهات أيضا : لندرك بيقين وجلاء المعنى الأعظم في تلك السورة ونفهم بوضوح السر الأكبر فيها : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) الإنسان هو المخاطب بهذا القرآن العظيم .. وحده الإنسان معني بتلك الآيات والأمثال والأسرار .. الله عزوجل لا يخاطب في قرآنه النحل ولا يخاطب النبات ولا يضرب الأمثال لخلق آخر غير بني الإنسان جميعا ،، يخاطب فيهم العقل والروح والقلب والنفس والوجدان . فكما يخرج اللبن من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين يمكنك أنت أيضا أيها الإنسان المكرم أن تخرج لنا أفضل مما فيك مهما كانت ظروفك وشدائدك .... يمكنك بحق أن تعطي لنفسك وللعالم من حولك أحسن وأجمل مما لديك مهما كانت الأعذار والأحوال . وكما علمتك سورة النحل كيف تخرج المنافع والنعم والعطايا والمصالح من بطون الأشياء فأنت أيضا خرجت من بطن أمك لتكون أفضل وأجمل وأروع خلق الله. كي تبقى دائما نافعا لنفسك وللعالم كن على يقين يا صديقي أنك تملك ذلك دوما حتى آخر أنفاسك في الحياة .