شرح غاية في الروعة، وكتاب بديع فعلا. أما عن رأيي في تطبيق نظرية تولستوي على آداب هذه الايام، فباعتقادي أن الكثير من الكتب والروايات التي تكتب في هذه الايام سواء كانت عربية او غربية، إنما اصبحت تكتب لأغراض تجارية ليس إلا. وإن إنسانا واسع البصيرة الأدبية يستطيع الكشف عن محدودية وضبابية وزيفية هذه الاعمال بما فيها من تقليد وتمطيط وإطالة وزيف؛ ولا شك أن تولستوي كان كذلك. باعتقادي، وحسبما يتفق لي من تجربتي المتواضعة في قراءة الاداب العالمية والعربية، اعتقد ان الكاتب الوحيد الذي ترتقي اعماله فكريا وادبيا الى روايات الادب الروسي والانجليزي والعالمي بشكل عام، إنما هو العبقري نجيب محفوظ؛ فكتاباته مليئة ومفعمة بالتجربة الانسانية، والنظرة الاجتماعية المتفحصة الثاقبة، إذ أنها كانت تعالج الكثير من المسائل اذا ما نظر لها بنظرة أدبية صحيحة. إن اعمال هذا الكاتب تندرج في اطار ديني واجتماعي ونفسي وفلسفي، وتقدم الانسان بكل زواياه، من خير وشر ولؤم وسذاجة والى آخره. أعتقد أن تولستوي كان سيعتبر اعمال هذا الكاتب من الاعمال الاصيلة، لإنها تبنت نماذج الناس والمجتمع، وكان نجيب محفوظ ينتمي الى تلك الثلة من المجتمع، لذلك كتب عنهم بوضوح وصدق. بالإضافة الى البعض الآخرين من الكتاب الذين اعتقد أن تولستوي كان سيثني عليهم كأشعار محمود درويش وكتابات غسان كنفاني التي تعبر عن اصالة وثقافة بحتة. أما عن آداب هذه الأيام، فإنما أصبحت تكتب وتنشر بدافع تجاري بحت، وبدافع التملق الى الشهرة، والتقليد، وللترويج الى افكار سامة وبعيدة كل البعد عما كانت تسعى إليه الاداب السابقة عندما كانت تكتب. والكم الهائل لأعمال هذه الأيام، جعل الامر معقدا إن لم يكن مستحيلا للثناء على عمل أو عملين كما تفضلت حضرتك.
شكرا أخ محمد على مرورك…وصح لسانك على الملاحظات الدقيقة…بالفعل محفوظ وكنفاني ودرويش أصحاب آداب أصيلة….سيما درويش المبدع الرائع العميق الراقي في حياته وأعماله….وللأسف، المال يطغى على معظم علاقاتنا حتى تلك اللتي يفترض ان يكون المال بعيدا عنها لكي لا يدنسها…تسلم عزيزي🌷…..
