بادئ ذي بدء لكي نستطيع الإجابة على سؤالك الذي يبدو بريئا في ظاهره علينا أن نعرف الصوت أولا ثم نبحث عن مفهوم الصوت الحسن؟؟! عزيزي السائل...إن هذا الرجل حالة استثنائية في عالم الأصوات لأن صوته مر بمراحل عديدة...بدء صوت طفل بإمكانات تفوق سنه و نعومة هي أقرب إلى الصوت النسائي لعذوبته و نعومته فسمي الطفل المعجزة لنوعية الصوت و للتقنية و للموهبة فهام الناس به و فتنوا بجماله..ثم تقدم به العمر ليصبح شابا عشرينيا فتطورت خامة الصوت لتصبح مزيجا بين النعومة و القوة و الطربية الفائقة مع بحة تحعل السامع في حيرة فدمر أقرانه و زادت فتنة الناس به....ثم أصبح رجلا فتحول تحولا جذريا من النعومة إلى الجهورية لكن بتفرد غريب في خامته مع قدرة طربية فاقت حدود المعقول لدى أهل الصنعة فجن جنون الناس به أكثر فأكثر...ثم أصبح أربعينيا و تضررت أحباله الصوتية نتيجة لإصراره على الأداءات الطربية الصعبة و ارتقاء الطبقات المستحيلة فحدثت المعحزة الكبرى...و هي أن الذي يتضرر صوته تعوفه الأسماع لكن في حالة الوسوف حصل العكس فأصبح صوته لدى الناس ظاهرة منفردة و نوع جديد من الأصوات التي لم تكن مصنفة ضمن قائمة الأصوات الحسنة و أقرته الأسماع على أنه صوت(الوسوف) و أصبح له مقلدون و أصبح عند النقاد ذلك الصوت الفريد الذي يستحيل تقليده....لكن هذا كله معلوم معقول بيد أن الذي يتأمل الرجل يلحظ و بشكل لافت مدى تميز شخصيته العفوية و طريقة تواصله مع الجماهير على المسرح أو في الشارع فالوسوف حالة إنسانية استقرت في وجدان الشعوب العربية أصبحت مع مرور الزمن رمزا شعبويا يرى فيها المواطن البسيط نفسه...ناهيك عن سلطنته الخارقة و إحساسه بكل مقام يؤديه على طريقته التي أكسبت اللون الطربي طابعا خاصا ارتبط بشخصيته و طريقة أدائه فأصبحت مشيته على المسرح و هو يسلطن بأغاني الست و وردة سياحة بصرية قبل أن تكون سمعية. عزيزي السائل جورج وسوف حالة وجدانية استثنائية جعلت من صوته الذي لن تفهم حسنه و جماله إلا إذا كنت من مريديه الذين عاشوا مراحله كلها! باختصار شديد...صوت جورج يعدل جميع الأصوات الرائعة التي أطربتك و يفوقها حسنا و بهاءا و سلطنة. كامل الأسى😴