أتيح لي أن أستمع إلى مطربين عمالقة في تراثنا العربي بدءاً من عبده الحامولي، مروراً بمحمد سالم العجوز ، وإبراهيم القباني ،ويوسف المنيلاوي، وعبدالحي حلمي، وسلامة حجازي، وسيد الصفتي، وداوود حسني، وزكي مراد، وعلي الحارث، ومحمد عبدالوهاب، وغيرهم، ووصولا إلى صالح عبدالحي، ولكني، مع ذلك كله، وبعد متابعة لمعظم ما غنى هؤلاء جميعاً، أظنّ أنّ (صالح عبدالحي) هو أقدرهم جميعاً، من حيث قوة الصوت وحلاوته، والقدرة على الترجيع والتطريب، والانتقال بين القرار والجواب..... وأظن أيضاً أنه يمثل أفضل من أدّى هذا النوع من الغناء، وبعد (صالح) الذي أوصل ( الدور) إلى ذروته، تدهور هذا النوع من الغناء وتراجع بسبب غياب الأصوات القادرة على أدائه، وإطراب الذواقة من مستمعيه، ولم يعد له شأن، ولا جمهور بين السميعة المعاصرين، وانزوى، مع أنه جوهرة الغناء العربي، ولؤلؤته التي لا تُضاهى أبداً. ومن أجمل الأدوار التي غناها صالح عبدالحي دورا ( قد ماحبّك زعلان منك ) و( قدك أمير الأغصان) .