#جبة ، إحدى محافظات منطقة #حائل ، تبلغ مساحتها 12500 كيلو متر مربع، تقع محافظة جبه في وسط صحراء النفود الكبير عند خطي 5640 شرقا و228 شمالا في إتجاه الشمال الغربي لمدينة حائل وعلى بعد 103 كم منها، كما أنها تقع على طريق القوافل القديم الرابط بين شرق البحر الأبيض المتوسط وهضبة نجد، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية من حيث قدم نقوشها وواحدة من المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي باليونسكو منذ عام 2015م، والآن تعتبر مدينة عصرية تتوفر بها جميع الخدمات ويعتبر عدد سكانها 20000 نسمة وتشتهر بالزراعة لوفرة المياه بها.
من أهم الرسوم الموسومة في جبل أم سنمان هو نقش العربة، وهو عبارة عن عربة يجرها حصانان. هذه الرسمة تشير إلى مرحلة حضارية متقدمة عاصرها أسلاف عرب شمال الجزيرة العربية، حيث إنه يؤرخ إلى اختراع العجلة في الألف الخامسة قبل الميلاد في بلاد سومر (قبل سبعة آلاف سنة)، بينما استخدامها في جر الخيول يشير إلى الألف الثانية قبل الميلاد في الصين (قبل أربعة آلاف سنة)، وعُرفت في بلاد الشام ومصر حوالي 1200 ق.م أي منذ ثلاثة آلاف ومئتي عام تقريباً، وغالباً ما كانت الإشارات التاريخية إلى مرور مخترعي العجلات بمنطقة الشام ومصر ولم تكن هناك إشارات إلى وصولها إلى الجزيرة العربية في عهد مبكر. وقد لقيت هذه الرسمة الكثير من التحليل التاريخي والآثاري.
وقد أثبت عدد من العلماء المهتمين بالآثار الذين زاروا مدينة جبة وشاهدوا صخرة أم سنمان أن رسمة العجلة المُشكلة عليها تثبت أن قانون التسارع والبكرة كان معروفاً ومستخدماً قبل نيوتن، كانت العجلة المرسومة على الصخرة من أهم الاختراعات البشرية وتذكر الموسوعة البريطانية أن تطويرها تم في منطقة النهرين، ويعود هذا الدليل إلى 3.500 سنة قبل الميلاد، إذ تظهر منحوتات على أقراص جنود يقفون على عربات لها عجلات. النقوش الصخرية في جبة تعود إلى فترات تاريخية متعددة تبدأ من الألف العاشر وحتى ألفي سنة مضت، لاسيما مع رسوم الجمال وبعض النقوش التي يطلق عليها الثمودية والتي تؤرخ بالقرن الثالث ق.م وحتى الخامس الميلادي. أما رسوم الجمال فهي على الأرجح لجمال مستأنسة وهو الأمر الذي لم يتحقق إلا من أربعة آلاف عام تقريباً. وتتميز الرسومات البشرية على هذه الصخور بالحفر الغائر التربيعي لها المرافق لبعض الحيوانات في شكل مميز بمنطقة جبة وعلى جبل أم سنمان
جبة والمستشرقين
وصل المستشرق الفلندي جورج فالين إلى بلدة جبة سنة 1845 قادما من الجوف بعد رحلة شاقة استغرقت حوالي أربعة أيام على ظهور ابل هزيلة في حماية فتاة من أهل جبة، كانت برفقة زوجها الذي تقيم معه في الجوف وكانت وقتها حاملا في شهرها السادس استعان بهم الرحالة وبالفتاة بالذات بعد ما أعلن الدليلة الرسمي للرحلة انه من قبيلة أخرى وغير قادر على حمايته بقية الطريق، وصلوا جميعا بسلام بعد ما اتبع فالين قاعدة الصحراء التي نصحه بها سكان المنطقة لتفادي وعورة ومتاهات الصحراء: ضع النجم القطبي على عظم لوح الكتف اليسرى، ووجد البلدة الواقعة في أحضان صحراء النفود الكبير في سهل فسيح تربته حجرية صلبة يرتفع فوقها إلى الشمال الغربي جبل أم سلمان المشهور، وإلى الجنوب الشرقي تقع الغوطة، وتتألف من خمسة أسواق، والأسواق هنا مصطلح كان يطلقه بعض أهل الشمال على الأحياء ومنها الطريف والسلال والحمالة، كما وجد البيوت المبنية من مادة البناء الأولى بالصحراء اللبن، فسيحة جدا ورحبة، كما وجد تصميمها الهندسي مختلفا عن منازل الجوف لأنها تحاكي تصاميم واجهاتها مداخل المعابد المصرية القديمة وكل منزل له بستان يلاصقه وفي الغالب يحيط به، وهم يولون هذه البساتين عناية فائقة وينسقونها بشكل جميل حيث ألحق بكل بستان بئر للري يستقى منها بواسطة الجمال، وفوق الآبار بعض العرائش والموجودة أيضا على الممرات التي تعبرها الحيوانات وهي تسحب الدلاء، ووجد بلح النخيل أقل جودة منه في الجوف وتيماء، وإلى جانب التمور والفاكهة التي يعتني بها أهل جبة أشار إلى وجود شجرة الأثل القليلة في مناطق الشمال، ويستفاد من خشبها في العديد من الصناعات، كما تحدث عن جوانب أخرى عن هذه البلدة في كتابه رحلات فالين إلى جزيرة العرب قال عنها:
جبة (السعودية) يوجد في جبة نحو مائة وسبعين بيتا جميعهم من قبيلة أرمال ( الرمال ) التي تعتبر من أشرف بطون شمر العريقة ومن أعظمها شأنا، وهؤلاء الجبيون يختلفون عن سكان المناطق التي مررت بها وكذلك تختلف ملامحهم عن ملامح السوريين حيث إن بشرتهم شاحبة وأجسامهم ضعيفة ، وفي بلدتهم أمراض عديدة تتفشى، وقد يكون هذا سببه ملوحة الماء والتمر غير الجيد الذي هو الغذاء الرئيسي للسكان هنا وفي أنحاء نجد جميعا، وعيش الجبيين هو عينة عيش البدو الرحل، فيما عدا أنهم يقيمون في مضارب ومنازل ثابتة، وأكثرهم يملكون قطعانا كبيرة من الإبل يوكلون العناية بها إلى إخوانهم البدو، أو يرسلونها مع رعاة منهم إلى الرعي في الجوار، ويساعدهم موقع البلدة وعدد رجالهم على درء هجمات الأعداء وعلى عدم وقوع أي نزاع بينهم وبين شيوخ البدو والرحل، بل أنهم يغزون بعض القبائل التي لا تدفع زكاة المال ولديها بعض المخالفات لتعاليم القرآن الكريم باسم الحرب المقدسة (يقصد الجهاد في سبيل الله) وبغرض إنهاكها وإرغامها أيضا على دفع الزكاة لشيخهم وموالاته جبة (السعودية)
#اثار #منطقة_حائل
جميع الحقوق محفوظة لقناة العدسة 2021
17 сен 2024