المصورة القديرة موضي الهاجري عاشت تجربة فريدة من نوعها خلال سبع سنوات قضتها في اليمن، حيث كرست وقتها للبحث عن قصص من حياة الناس وتوثيقها بعدستها. بدأت رحلتها بدافع التعرف على ثقافات وتقاليد هذا البلد العريق، لكن ما وجدته في اليمن كان أكثر مما توقعت. مع مرور الوقت، أصبحت موضي جزءًا من النسيج الاجتماعي لليمن، وارتبطت بحياة الناس اليومية، حتى أصبحت عاشقة لليمن وأهله.
كانت تجربة موضي تتمحور حول الإنسان أولاً، حيث زارت القرى والمدن اليمنية والتقت بأناس من مختلف الفئات والخلفيات. من خلال عدستها، تمكنت من نقل قصص الكفاح والأمل والتحدي التي عاشها اليمنيون في ظل ظروفهم اليومية. كانت تحرص على توثيق اللحظات الصادقة والبسيطة التي تعكس عمق الحياة الإنسانية في اليمن، سواء كان ذلك في الأسواق الشعبية، أو المزارع الريفية، أو جلسات العائلة.
تعلمت موضي الهاجري خلال تلك السنوات أن التصوير ليس مجرد توثيق للصور، بل هو وسيلة لرواية قصص الناس وتاريخهم. فالتصوير بالنسبة لها كان وسيلة للتعبير عن الحب والتقدير للشعب اليمني، الذي كان دائماً مفتوح القلب ومرحباً بها، مما جعلها ترتبط بهم على مستوى عميق.
أصبحت اليمن أكثر من مجرد وجهة تصويرية بالنسبة لها، بل كانت مصدر إلهام وإحساس بالانتماء، حيث وجدت في حياة الناس قصصاً غنية بالتفاصيل والمشاعر. هذا الحب لليمن وأهله انعكس في أعمالها، التي قدمت من خلالها صورة واقعية ومؤثرة لحياة اليمنيين، ونجحت في تقريب قلوب الناس حول العالم إلى اليمن من خلال قصصهم التي نقلتها بصدق وإحساس عميق.
14 окт 2024