《 الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 》 إن العداوة التي تكون بين المنافقين والكفار والعصاة يوم القيامة يقابلها علي الوجه الآخر تلك المحبة والألفة والسعادة بين أهل الإيمان والتقوي .... وشتان ما بين الفريقين .... فأهل التقوي كم جمعتهم من مشاهد الفرحة في الدنيا علي طاعة الله جل وعلا ، فكم جلسوا لذكر الله ، وكم تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة حتي إن من يجلس معهم تناله الفرحة التي غمرتهم عندما يقول الحق جل جلاله لملائكته 《 فأشهدكم أني قد غفرت لهم ، فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة فيقول : هم القوم لا يشقي بهم جليسهم 》 متفق عليه عن أبي هريرة - صحيح الجامع ( 2173 ) .... فالشقاء لا يعرف لهم طريقا ، بل إن الإيمان يجلب لهم الفرحة ولمن يجالسهم ، ثم تكون الفرحة الكبري عندما يجمعهم الله في ظل عرشه ، ثم يأذن لبعضهم في الشفاعة لإخوانهم ، ومن ثم يجمعهم في الجنة علي سرر متقابلين . فالأخوة الصادقة والمحبة في الله جل وعلا تجعل المؤمن يجني الفرحة في الدنيا بصحبة الصادقين وفي الآخرة بمحبة رب العالمين ، فهو القائل سبحانه وتعالى : 《 حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في . المتحابون في علي منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء 》 رواه أحمد والطبراني في الكبير ، عن عبادة بن الصامت - صحيح الجامع ( 4320 ) ( 4321 ) ....وفي الرواية الأخري 《 حقت محبتي علي المتحابين . أظلهم في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظلي 》!!!!