شبهة: "لغات الميرزا ليست فصيحة، بل هي لغات شاذة ولا يقاس عليها" - الجزء الثاني - . 

رسالة إتمام الحجة 58
علماء العربية المعاصرون والأوائل يطعنون في معايير الفصاحة التي وضعها النحاة
الفصاحة في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية..2
_ لقد وجّهنا بعض لغات المسيح الموعود عليه السلام على لغات القبائل العربية والمذاهب العربية المختلفة، وأفحمنا المعارضين في هذه المسألة، فلجأوا للقول بأن هذه اللغات ليست فصيحة.
_ الإثبات الثاني على أن كل هذه اللغات فصيحة، هو أن علماء العربية المعاصرين وغيرهم من الأوائل، بناء على تحقيقاتهم وبحوثهم، يطعنون في مقاييس الفصاحة التي أخذ بها النحاة وصنفوا لغات العرب بناء عليها إلى الفصيح والكثير والقليل والشاذ والمقيس وغير المقيس. ومن هؤلاء العلماء نذكر، مثلا: الدكتور أحمد علم الدين الجندي، مؤلف كتاب "اللهجات العربية في التراث" حيث قال في كتابه عن هذه اللغات أو اللهجات ما يلي:
" ومن هذه الروايات أرى أن لهجات هذه القبائل فصيحة- على عكس ما رأى علماء العربية لأنها موجودة في القرآن، ولهذا أطعن في مقياس الفصاحة الذي وضعه رواة العربية ووزنوا به لهجات العرب جميعا" [اللهجات العربية في التراث 1/ 183]
_ وأما العالم الثاني الذي نستشهد به فهو عباس حسن، عضو مجمع اللغة العربية المصري ومؤلف كتاب النحو الوافي، حيث له سلسلة مقالات بعنوان " صريح الرأي في النحو العربي داؤه ودواؤه" والتي نقد فيها معايير النحو وأصول النحو، وتحدث فيها عن الداء والمرض الذي يعتريها، وبيّن أن هذه المعايير التي وضعها النحاة في تصنيف لغات العرب إلى الفصيح والشاذ والمقيس وغيره، يعتريها الكثير من التضارب والضبابية والتناقض وعدم الدقة وعدم القطعية وتفتقر للحدود الواضحة ويعتريها الخطأ أيضا.
وهنا أذكر على سبيل المثال أمر معين في تصنيفات النحاة هذه، وهو أنهم أخذوا اللغة العربية فقط من ستة قبائل عربية من بين 30 قبيلة، بحجة أن باقي القبائل كانت تخالط العجم مما جعل لغتها العربية ليست نقية. فيقول عباس حسن طعنا في معيار الفصاحة هذا، بأن هذه الحجة هي حجة وتعلّة واهية وتافهة، لأنه حتى هذه القبائل الست التي أخذت منها اللغة، كانت تخالط العجم أيضا، فكل هذه القبائل عربية أصيلة؛ ألم يكن لقريش رحلة الشتاء والصيف، تذهب فيها وتخالط العجم وتستقر بينهم، لدرجة أن الكلام الأعجمي المعرَّب دخل القرآن الكريم!؟
وبناء على هذا يقول عباس حسن:
"فليس من النصفة أن نفرق بين القبائل العربية في الحكم اللغوي و نجعلها درجات بعضها فوق بعض في الوقت الذي يسجل فيه أعلام الأئمة أن العرب الخلص سواسية من حيث صحة كلامهم و الاستشهاد بلغتهم لا فضل لأحدهم على الآخر من هذه الناحية و ليس بينهم فاضل و لا مفضول فكلهم في هذا سواء. و إذا انفردت قبيلة أو عربي أمين بكلمة أو أكثر لم يسعنا إلا قبول ما انفرد به، و لم يجز لنا الرفض أو التجريح؛ يقول بذلك ابن جنى و أبو حيان و أبو عمرو و ابن فارس و الشافعي و غيرهم ممن تصدوا لبحث هذه المسألة فقد انتهوا فيها للرأى السالف الذي سجلناه في بحث آخر. " (صريح الرأي في النحو العربي)
وكل هذا يثبت أن لغات تلك القبائل كلها لغات عربية فصيحة وصحيحة. وان كل ما ذهبنا إليه في توجيهاتنا من لغات هي عربية أصيلة وفصيحة.
ألا هل بلغت !؟ اللهم اشهد...
#الاحمدية #القاديانية #المسيح_الموعود #أيمن_عودة #هاني_طاهر