شجرة نبتت من الدماء، دماء اول جريمة قتل عرفتها البشرية، شجرة غريبة الشكل والاطوار، يذهب اليها اليمنيون باعتبارها معلما سياحيا، يحفرون في ساقها للاستشفاء، رمزا لبعض الاساطير والخيالات التى نُسجت حولها، ذهب بعض الرحالة الى اعتبارها رمزا لليمن، سميت بالكثير من الاسماء حتى ذهب البعض لتسميتها بشجرة ابليس، فما قصة تلك الشجرة غريبة الاطوار في ارض اليمن!!
شجرة ابليس، أكبر شاهد على اقدم جريمة قتل في البشرية!!
تحوي أرض اليمن الكثير من العجائب والغرائب التى طالب الكثيرين بادراجها ضمن أغرب وأعجب الاشياء حول العالم لدى المنظمات التراثية العالمية، وسنتحدث اليكم اليوم بفضل الله حول شجرة نبتت في أرض اليمن وبالتحديد في جزيرة سقطرى اليمنية ووالتى نُسجت عنها بعض الروايات والتى قيل بأنها نبتت من دماء الاخوين قابيل وهابيل، انها شجرة ابليس!!
وتعد شجرة دم الأخوين من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى، إذ اقترن اسم الشجرة باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور.
وتتميز شجرة دم الأخوين بشكلها الفريد من نوعه، والذي يشبه المظلة، وتوجد في المقام الأول في المرتفعات الجبلية على جزيرة سقطرى، إذ يبلغ ارتفاع هذه الأشجار الفريدة بين 6 و9 أمتار، وفقاً الموقع الرسمي للمركز الوطني للمعلومات في اليمن.
وقد نسجت حول شجرة دم الأخوين العديد من الحكايات الأسطورية، ومن أبرزها أنها نبتت من دم الأخوين هابيل وقابيل، عندما وقعت أول جريمة قتل عرفها التاريخ، فسال الدم الذي نبتت منه هذه الشجرة، وهناك حكاية أخرى عن أن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت.
ويعد الاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة هو "عرحيب"، كما يطلق عليها أحياناً اسم "دم العنقاء، ويُحدث أهالي الجزيرة شقوقاً في ساق الشجرة لتسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع، وتعد من الصادرات الرئيسية للجزيرة وجزءاً من تجارة التوابل في المنطقة.
كما تدخل شجرة دم الأخوين في الكثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية التي تستخدم كعلاج.كما أنها كانت تستخدم كصباغ، وبخور، ودهان للجسم.
تتمتع بمظهر فريد منوعه وغريب، فرأس الشجرة يشبه التاج المقلوب وتم تعبأته بشكل كثيف من الأوراق، وبهذا تشبه مظلة تم تثبيتها بشكل مستقيم، ومن سماتها أنها دائماً تكون خضراء،وهي تعتبر عكس باقي النباتات، حيث تكون لها مناطق نمو تكون على شكل حلقة شجرة.
ولهذه الشجرة نمو يعرف بـ (dracoid habitus) وتتواجد أوراقها بنهاية أصغر أفرعها، وتقوم بالتخلص من أورقها كل ثلاث أو أربع سنوات، وذلك قبل أن تنضج أوراقها الجديدة بنفس الوقت، أما أفرعها فتميل عندما يتوقف البرعم عن النمو، ويمكن أن يكون السبب بتوقف النمو إما بسبب الحيوانات، أو بسبب الأزهار.
وتعد ثمارها عبارة عن توت ويكون شكله سمين وصغير، حيث يحتوي على 4 أو 1 من البذور، ويكون لون الثمرة أخضر بعد ذلك تتحول إلى اللون الأسود، وعندما تنضج تتحول إلى اللون البرتقالي، وتقوم الطيور بالتغذي عليها، حيث يبلغ قطر البذرة الواحدة من (4- 5) مم، فتعطي هذه الثمار راتنج بالون أحمق غامق، حيث تم تسميته بدم التنين.
تنمو شجرة دم العنقاء مثل النخيل، وهي تكون من طرف الجذع، ويكون مع أوراق تكون طويلة وصلبة، حيث تحملها ورود تكون بالنهاية، ويكون عددها من (7- 5 - 4)، وطول أوراقها تكون حوالي 60 سم، وأما عرضها فيصل حوالي 4 سم، وأما جذعها يكون سميك جداً، وينقسم كل فرع إلى قسمين يكون متكرر.
لقد تم تصنيفها من قبل العديد من علماء النباتات إلى فصيلة (D. cinnabari) حيث تعتبر واحدة من 6 أنواع، من الأنواع الأشجار التي تنمو هكذا، ولقد تم تطور هذه النباتات مع النباتات الأخرى؛ والتي توجد في سقطرى، وقال عالم أنها مشتقة من نبات الـ (تيثيان)، وهي تعد شبه غابات الاستوائية، والتي انقرضت بسبب التصحر الكبير والواسع في الشمال الأفريقي.
استخداماتها:
يتم استخدام عصارة شجرة دم العنقاء كمادة مهجنة ومنبهة، حيث يعطي جذورها صمغ راتنجي، ويتم إضافة عليها ماء الغرغرة، والذي يستعمل كمنبه، ويستعمل بمعجون الأسنان، وأما عن جذورها فتستخدم في علاج الروماتيزم، وأيضاً أوراقها تستخدم لطرد الرياح.
حيث يمكن حصاد هذه الشجرة ليتم الحصول على العصارة الراتنجية التي تكون باللون الأحمر الغامق، وكانت هذه المادة بالعصر القديم من المواد القيمة، وحتى الأن يتم استعمالها.
يقوم سكان البحر المتوسط باستخدام مادة دم التنين كدواء أو أصباغ، ويستعملها السوقطريون إما للزخرفة، أو القيام بتلوين الصوف، ويمكن استعمالها للتعطير، أو كأحمر للشفاه.
وهناك من يستعمل هذه المادة في طقوس السحر والشعوذة والعياذ بالله، بسبب اعتقادهم أن هذه المادة من دم التنين، وأيضاً تستعمل في طقوس الخيمياء.
سبب التسمية:
بحسب إحدى الأساطير اليمنية فإن قابيل وهابيل هما أول من سكن في جزيرة سقطرى وعندما قتل قابيل أخاه هابيل سال الدم ونبتت شجرة منه وتعود تسمية " دم التنين" إلى أسطورة تقول أنها نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت.
ومن بين العديد من القصص القديمة لتسمية الشجرة، تحكي إحدى الأساطير عن مواجهة أحد القادة العسكريين لتنين على جزيرة سقطرى.
لدعمكم في تطوير المحتوى : paypal: aboudb002@gmail.com
انضموا معنا على تلغرام : t.me/ahdasalalam
أتمنى أن الفيديوهات التي سأعرضها لكم في قناتنا أن تنال إعجابكم
أراءكم وتعليقاتكم تهمنا 👇 أتمنى لكم مشاهدة ممتعة
أشترك معنا الأن - بالضغط على زر أشتراك ليصلك كل ما هو جديد
21 июн 2024