ومن قال أن هذا المعنى من الصراع المشتمل على الحقد والكراهية والبغضاء والدوافع النفسية الشيطانية ومن أجل اختلاف الرغبات والشهوات الشخصية هو المراد والمقصود في هذه الرواية ؟! أليس من الممكن أن يكون الصراع بمعنى محاولة أحد الطرفين بطرح وإسناد الطرف الآخر على الأرض فيكون بذلك قد هزمه، ممّا يعني أنه: أليس ممكناً أن يكون هذا المعنى من الصراع هو لأجل تقوية أبدان الحسنين سلام الله تعالى عليهما عموماً،تعليمهم كيفية الصراع والقتال، وتدريبهم على المواجهة اصطناعاً على وجه الخصوص، حتى لو أتى ذلك اليوم الذي يواجهون في أعداء الله والطواغيت وجهاً لوجه ويداً بيد وسيفاً بسيف يكونون أهلاً للمواجهة ومقتدرين على المقاومة ويكونون هم الغالبين والفائزين وليس العكس. ولا تستغرب هذا القول مني وتنفيه مباشرةً وتقول مثلاً أني أحاول أن أوجه كلام الشيخ (وهو ليس كلامه أصلاً فهو ليس إلا ناقلاً ) فهذه الأمور من ألف باء التربية التي ينبغي أن تمتثل وتبتني على أساس ظروف الزمان والمكان في كلِّ آن، فالذين يعيشون في بيئةِ فقرٍ وجوع وإن حصلوا على طعامٍ وفير ذات لحظةٍ ولكنهم يعلمون بانتهاء ونفاذة بعد مدة يسيرة وقليلة ويعلمون أنه لا ينبغي أن نربي أبنائنا على الشبع وتناول أفضل وأشهى الأصناف ونعطيهم مختلف أشكال الطعام ممّا لذَّ وطاب بحيث لو صادفتهم الضائقة من جديد وانتهى الطعام ورجعوا لحالة الفقر لا يستطيعون التحمل والمقاومة، على المستويين سواءٌ البدني أو النفسي، واقصد بالنفسي أنه مثلاً لو تربى طفل على تناول الشوكلاته كل صباح من دون استثناء فهذا لو حرمته منه يوماً لضاق حاله وبكى بكاءً وقلب الدنيا رأساً على عقب، وكأنك تحرمه وتمنع عنه جميع الطعام المتوفر وسيغضب وسيكره من منعه من ملذاته وشهواته مع أن قطعة الشوكلاته هذه لا تمثل تلك القيمة الغذائية بالنسبة له ولن يضعف بدنه أبداً بسبب عدم تناولها ولكنها تشبع رغبته وتلبي شهوته وتعطيه نشوةً نفسية. - وهناك مثلاً حدّاد لعائلة مشهور في الحدادة وهو آخر من بقى من نسلها ولديه ابنٌ واحدٌ فقط ويرى من الضروري بقاء لقب عائلتهم حيّاً في هذه المهنة وفي هذه المنطقة الكذائية ويجب ألا يموت نسلهم ويُنسى ذكرهم، فمثل هكذا أب بهذه العقيدة والعقلية سيقوم بتربية ابنه الوحيد على مهنة الحدادة ولا يهمه (إذا لم يكن منصفاً وعاقلاً) رأي الابن في الأمر أو دراسة الابن ومسيره التعليمي، فسيقوم بإجباره وإرغامه على الامتثال لأوامره وتعلُّم الحدادة مهما حصل. وهكذا الأمرُ سَيَّالٌ، فالتربية تكون وفق البيئة وعلى أساس الظروف الزمانية والمكانية وتحكهما معتقدات و روئ وأفكار المُربي. وأتوقع أن الأخ المحترم صاحب التعليق مُلِمٌّ ومُطَّلِعٌ على تاريخ العرب والإسلام وسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولا يخفى عليه ظروف ذلك الزمان والبيئة الموجودة فيه. - ولعلّ هناك وجهٌ آخر من وقوع هذه الأعمال و وصولها إلينا، وأنها لبيان خصائص سيد الشهداء سلام الله وأنه إذا كنت أنا رسول الله من يشجّع ويحثّ الابن الكبير أبا محمد يا ابنتي فاطمة واترك الصغير أبا عبد الله من غير تشجيع، فهذا من أجل أنه مَلَكُ الله جبرائيل يقول (إيهاً) إلى الابن الصغير أبا عبد الله ويشجّعه ،فلا يوجد ظلمٌ وعدم تأدية الحقوق وتغليب جهةٍ على جهةٍ وفق معايير وأسس غير حقة كالعمر والشكل واللون، فأنا الذي أتيت برسالة رب العالمين المذكور فيها { إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. [ نعم، بطبيعة الحال توجد أمور تُحدَّد وفق العمر مثل قدر الطعام المعطى إلى الابن أو كيفية التعامل وطريقة التواصل وأسلوب الحوار والنقاش معه، وغيرها من الأمور العقلائية الفطرية] فأنا لست منحازاً إلى أبا محمدٍ الحسن لكبر سنهِ وتاركاً أبا عبد الله الحسين لصغر سنهِ، ولست اجعل المعيار هو السن والعمر، ولست أميل للكبير و أظلم بذلك الصغير وأكون واقفاً ضده في صف الكبير، ولست غير مراعٍ للصغير ومهملاً له وغير مكترثٍ بشأنه وغير مهتمٍّ به،... كلا، كلا أبداً. أو لعلّه كلمة السيدة الطاهرة فاطمة الحوراء سلام الله تعالى عليها (أتشجع الكبير على الصغير) من باب أنه ينبغي فعل العكس أن تشجع الصغير على الكبير، كون الكبير لا يحتاج لتشجيع فغالباً يكون هو المنتصر لأن لديه فارق العمر والبدن فتشيجعه ليس عدلاً، ولكن العدل والمعادلة والموازنة بين الطرفين تكون بتشجيع الصغير حتى يصبح وكأنه يوازي ويساوي ويعادل الكبير ،لأنه الجانب النفسي سوف يتقوى ويكبر ويتحفَّز عن طريق التشجيع فيكون بذلك وكأنه قد غطى الفارق والاختلاف وسدَّ الفراغ الناشئ من التفاوت والتمايُز في الجانب المادي والبدني. وفي كل الأحوال كما قال الشيخ تعلقياً على كلمة السيدة الطاهرة سلام الله تعالى عليها(هذه مفاهيم إلنا، لابد أن تنقل إلينا) وليس أنها سلام الله عليها تظن بأن رسول الله صلى الله عليه وآله يظلم [حاشاهما] الحسين وينتصر للحسن فقط لفارق العمر < أو > ليس أنها سلام الله عليها لا تعلم بتشجيع جبرئيل عليه السلام ولا تسمعه يقول: إيهاً أبا عبد الله، بل هي تعلم ومطلعةٌ على ذلك ولكن لكي نعلم نحن وأمثالنا بهذه المفاهيم والقضايا والحقائق والمعارف السماوية، يجب أن تصل إلينا هكذا عن طريق أحداث و وقائع ومجريات في قوالب طبيعية وهكذا الأمر يجري في أمور كثيرة. مثلاً لماذا الإمام الحسين عليه السلام يضع خده وصدره على خد وصدر ابنه علي الأكبر عليه السلام عند استشهاده ويقول: على الدنيا بعدك العفا، فهنا الإمام يبين مقام ومنزلة علي الأكبر وكم له من الشأن والدرجة العالية، وإلا فالإمام يعلم أنه قد رحل وهو أيضاً سيلتحق بعد قليلٍ به، فلماذا لا يسكت ويمضي قُدُماً ولا يقول بمثل هذه الكلمات والعبارات ويذهب يكمل طريقه في مواجهة الأعداء حتى يستشهد وينتهي الأمر، قطعاً الإمام عليه السلام يستطيع أن يقوم بمثل هذا ولكنه ماذا يفعل؟! يبين ويشرح لأمثالنا في مثل هكذا ظروف وأحوال، كلُّ هذا من أجلنا نحن ومن أجل أن يسمعون الكلمات الربانية هذه ويسلجونها وتنقل لنا مع الأيام، فكلُّ ذلك من أجلنا نحن حتى نتكامل ونرتقي ونتقرب من الله سبحانه وتعالى. وستبقى هذه الكلمات تصدع مهما بقيَ الليل والنهار وبقيَ بني آدم إلى يوم القيامة. في النهاية: وعلى كلّ حال هذه مجرّد محاولة لبيان معنى الرواية وحسن الظن بالعلماء وأنهم ليسوا جهلاء بما ينقلون ويعون كلماتهم التي تخرج من أفواههم وما زالوا من أهل الورع والتقوى. وأدعوا الأخ الكريم للتفكير عوضاً عن نصح سماحة الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه بذلكَ و وعظِه به، وأن يدقق ويحاسب في تعلقياته لأنه سيأتي الكثير ليقرأوها من بعده وهو محاسبٌ على كلِّ كلمةٍ تصدر عنه ولا يغيب شيءٌ منها عن ذي الجلال والإكرام. والحمد لله
السلام عليكم .. اريد عنوان الحلقة التي ينقل فيها الشيخ قول امير المؤمنين عليه السلام (صبرا ابا عبدالله بشط الفرات) حين مروره من نينوى ، انتم نشرتم هذا المقطع فقط اريد الحلقة كاملة . ru-vid.com/video/%D0%B2%D0%B8%D0%B4%D0%B5%D0%BE-uC_492Hoq3w.html