ما هذه المهزلة التي لم ينزل الله بها من سلطان أضحكتم الناس علينا هل دعى أهل البيت (ع) لهذه الخفة، والسفاهة، والرعونية أو أمروا بها؟. ماهي مشروعية هذه المهزلة، هل فعلوها أهل البيت (ع) ؟. سنيتم سنة سيئة، وشوهتم صورة الدين، ونفرتم الناس عن مذهب أهل البيت (ع) أي حزن وأي فجيعة ترجى من هذا الإيقاع، وهذه الحركات، وهذه الأفعال والحالة بنفسها لهوية طربية؟!!. عندما نستمع إلى قصائد حمزة الصغير، وباسم الكربلائي، وغيرهم الكثير نجد العِبرة قبل العَبرة فإحياء ذكرى الحسين (ع) لا تعني إحيائها بأي طريقة أردنا لمجرد أنها تثير العواطف حتى لو كانت لهوية، وطربية؛ فالحسين ليس عاطفة؛ بل بالطريقة التي أمر بها وهي التعزي {بعزاء الله} هناك فرق بين إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) وبين تشويه صورة الإمام الحسين، وتنفير الناس عنه، وللأسف قد فعلتموه؛ بفعلكم طقوس، وحركات، وأفعال لم تفعلها الصوفية أنفسهم؛ أين أنتم من الحسين، ومبادئه، وأخلاقه عندما قال الإمام الحسين لأخته زينب (ع) قبيل استشهاده يا أخية {تعزي بعزاء الله} ؟. وانظروا ما جنى سكوتكم عن الشور الحسيني، ولم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر، ومن أعظم المنكرات أن يشوه الدين بإسم الدين؛ أتى الراب الحسيني؛ ولانعلم ماذا ستأتي بعدها من بلية أللهم نجنا مما هو آت. قال الإمامِ الصادقِ (عليهِ السّلام) في صفة علماء السوء : (…هُم أضرُّ على ضعفاءِ شيعتِنا مِن جيشِ يزيد على الحُسينِ بنِ عليّ (عليهما السّلام) وأصحابِه، فإنّهم يسلبونَهم الأرواحَ والأموالَ، وهؤلاءِ علماءُ السّوءِ الناصبونَ المُتشبّهونَ بأنّهم لنا موالون، ولأعدائِنا معادون، ويُدخِلونَ الشكَّ والشبهةَ على ضعفاءِ شيعتِنا فيضلّونَهم ويمنعونَهم عَن قصدِ الحقِّ المُصيب...).[ينظر: بحارُ الأنوارِ للعلّامةِ المجلسيّ (ج2/ص89) نقلاً عن تفسيرِ العسكريّ].
حالة لا تليق بسيد شباب أهل الجنة وابن خاتم الأنبياء والمرسلين أبداً؛ الحسين أسمى وأعلى من أن نحيي ذكره بأسمى وأبهى صور الكمال والإتزان والرزانة والطريقة التي ترضي الله عز وجل للتعزي بعزائه؛ وليس الخفة والسفاهة؛ هل من العلم والدين أن تحصر قضيته وثورته الخالدة العظيمة التي قام بها من أجل الدين للوقوف بوجه الظلم، والباطل بهذه الصورة المتدنية البشعة التي تسيء للإمام الحسين، وتحط من قدره وتنفر الناس منه وترهب الناس عن الدين وتجعل الناس ينظرون إلينا بأننا رِعانٌ مخرفون تُشركون بها الإمام الحسين ﴿عليه السلام﴾ وتتخذونه شعاراً لهذه المهزلة، والخفة، وبعد ذلك تزعمون أنكم من محبيه، وشيعته، وأتباعه؟!!. أين ما تفعلونه من الحسين ومبادئه ومكانته عند الله، ورسوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾؟!!. فهل ما تفعلونه هي الطريقة المثلى للتعزي بعزاء الله لإحياء ذكرى أبي عبد الله الحسين ﴿عليه السلام﴾ والتي تليق بشخصيته؟. فلو كان ما تفعلونه هو الحق والطريق الأمثل لإحياء ذكرى الإمام الحسين ﴿عليه السلام﴾ لأمر به العلماء، والفقهاء، ولما اجتنبته أغلب عوام الشيعة وتركته، وأصبح مثيراً للسخرية عند الشيعة، وغيرهم، ولما انتقدته العلماء والفقهاء. ونحن في #عصر_التشيع بينما إذا رأى المخالف وغير المسلم هذه الأفعال، وهذه الحركات، والقصائد التي تكون في بعض كلماتها كفرية، ومغالاة، والصوت الذي يكره الناس بالدين عامة ممن يزعمون أنهم أتباعاً لأهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ فهل سيستبصر لمعرفة الحق، واتباع أهل البيت أم سينفر من أهل البيت والتشيع والدين عامة؟. قال الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ : ﴿جهلاء شيعتنا أشد من أعدائنا علينا﴾ فأنتم بأفعالكم هذه تحاربون الإمام الحسين وجميع أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ من حيث لا تشعرون. بتشويه صورتهم لتنفير الناس عنهم وترهيبهم عن الدين. وقال الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ : ﴿شيعتنا كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا﴾. وقال الإمام علي بن موسى الرضا ﴿عليه السلام﴾ : رحم الله عبداً أحيا أمرنا فقيل له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا. #تعزوا_بعزاء_الله #الحسين_مصباح_الهدى_وسفينة_النجاة