عين الغمور بإمارة الفجيرة التي كانت يوما من الأيام مقصد للجميع وهي عين مياة كبريتية ساخنه .. 

تعتبر منطقة عين الغمور التي تقع على مسافة 20 كيلومتراً تقريباً جنوب مدينة الفجيرة بالقرب من الحدود مع سلطنة عمان من أبرز الأماكن الجاذبة للسياح من مختلف مناطق الدولة والعالم . وبرغم أن عيون المياه الكبريتية في المنطقة أصبحت شبه جافة إلا أن معظم الزوار والسياح مازالوا يحرصون على زيارة المنطقة للاستمتاع ببقايا مياهها الكبريتية للاستشفاء من الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل والظهر وغيرها وللاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تطوقها سلسلة من الجبال الشاهقة . وتتميز المنطقة بوجود أعداد كبيرة من أشجار النخيل والسدر
والسمر التي تساعد بأغصانها المترامية على توفير الظل لمرتادي المكان وتنتشر بين ارجائها مئات المواقد البسيطة التي يحولها بعض الزوار الى مطابخ بدائية لإعداد الوجبات طيلة فترة مكوثهم . وبرغم من قلة مياه عيون الغمور فإنها مازالت تمثل متنفساً للأهالي والسياح، وتصل درجة حرارة مياه العيون الى 60 درجة لأنها تتدفق من نبع في باطن الأرض تتميز برائحة الكبريت . وانطلاقاً من حرص بلدية الفجيرة على توفير كل سبل الراحة والاستمتاع بمقومات المنطقة لجميع الزوار والسياح عملت على تزويد المنطقة بكل الخدمات الأساسية .
المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة قال: تعتبر منطقة عين الغمور من أجمل المناطق الجبلية في الفجيرة، وهي من أكثر الأماكن جذباً للسياح من مختلف الإمارات ومعظم أنحاء العالم، إذ عرف عنها انها تحظى باقبال كبير من السياح وطالبي الاستشفاء من الأمراض الجلدية والبرد والروماتيزم وأمراض المفاصل والظهر .
وأضاف أنه بعد أن جفت العين ستعمل بلدية الفجيرة على صيانة الموقع واكتشاف إمكانية وجود مواقع أخرى للمياه الكبريتية . ويؤكد أنه اذا ما وفقت البلدية في ذلك فإنها ستشق ممرات تبدأ من العين وتنساب من أعلى الجبل لمسافة تصل الى أكثر من 35 متراً ضمن خطط البلدية لتحويل المنطقة الى منتجع سياحي صحي من دون الاضرار بميزاته الطبيعية .
وأشار الى التخطيط لإنشاء احواض سباحة رجالية ونسائية ومشروع وطني لتأجير وتوفير تجهيزات التخييم بحيث تصبح المنطقة مهيأة بشكل كبير لاستقبال الأسر للاستمتاع بالطبيعة والاستجمام في الأماكن السياحية .
عبيد عبدالله عبيد أحد سكان المنطقة المجاورة لعين الغمور قال: برغم من درجة حرارة مياه عين الغمور إلا انها كانت تسقي المنطقة المجاورة لعشرات السنين وكانت معظم عيون المياه المنتشرة حول عين الغمور تغطي العديد من المزارع .
وأضاف أن منطقة عين الغمور تعتبر واجهة سياحية لما تتمتع به من سمات ومميزات طبيعية غير موجودة في المناطق الأخرى . وأكد أن عين الغمور من أهم المناطق التي تحافظ على طبيعتها الأصلية وتنجو من الضوضاء وزحف المدينة وتمثل ملاذاً للباحثين عن الجمال والهدوء .
إبراهيم الشامسي أحد أبناء المنطقة المجاورة للعين قال: لا تقتصر مميزات عين الغمور على معالجة الأمراض بل إن من يرتاد المنطقة يجذبه سحر موقعها الذي تكسوه أشجار السدر والنخيل والارك وبعض النباتات البرية المنتشرة في المنطقة . وأضاف أن عيون الغمور في الماضي كانت تعتبر شرياناً يوفر مياهاً للري وكانت ركيزة قوية لدعم الثروة الزراعية حيث نشأت واحات النخيل واشجار السدر بشكل كبير بجوارها .
سعيد راشد سعيد المزروعي قال تشكل منطقة عين الغمور إحدى أهم الوجهات السياحية التي يقصدها السياح من داخل الدولة وخارجها وهي من الأماكن المفضلة للتخييم والترفيه والاستشفاء .
ويعتبر سيف سعيد المزورعي من سكان المناطق المجاورة للمنطقة أن عين الغمور إحدى اجمل المناطق السياحية التي تحتضنها الدولة، وأنها متميزة بطبيعة خلابة وبعيون مياهها الطبيعية الفريدة .
وأضاف أن هناك العديد من النباتات والأشجار التي تكثر في المنطقة منها السدر والنخيل ونباتات الزبيدية والعرجون والاشب وغيرها .
طلال محمد المزروعي وحمد بن محمد الجباري من سكان المناطق المجاورة للمنطقة قالا: تكثر في عين الغمور العديد من الحيوانات الأليفة والمتوحشة مثل الوعل والغزلان والذئاب، إلا أن معظمها انقرض، والمتبقي منها يظهر في أوقات نادرة . وأضاف المزروعي أن منطقة عين الغمور كانت في الماضي شرياناً لأهالي المناطق المجاورة، خاصة أصحاب المزارع والمواشي الذين كانوا يجلبون منها الحطب والحشيش لكثرة المياه في المنطقة معظم أيام السنة .
زيارة
يحرص عبدالله أحمد العزام على زيارة منطقة عين الغمور بحثاً عن الراحة والهدوء لما تتسم به من مميزات طبيعية فريدة في المناطق الشرقية لأنها بعيدة عن الضوضاء والزحام .
ويزور جمعة بن سعيد المنطقة للسبب نفسه والاستماع من جهة أخرى الى خرير المياه وزقزقة الطيور البرية غير الموجودة في المناطق المجاورة .
وقال ماجد عبدالله راشد العبدولي: أستمتع كثيراً بالقدوم الى منطقة عين الغمور وأكثر ما يجذبني الى المكان الهدوء الشديد وروعة الطبيعة الخلابة التي تنفرد بها المنطقة .
علي إبراهيم ناصر الكلباني قال: أقصد المنطقة الشرقية وخصوصاً عين الغمور لأسباب صحية لانها تحتوي على مياه كبريتية وآخذ كميات منها للاستحمام في البيت .
سر الاسم
عن تسمية المكان يقول الحاج راشد محمد راشد الدهماني الذي يبلغ من العمر 75 عاماً وهو أحد سكان المناطق المجاورة للمنطقة: سميت عين الغمور بهذا الاسم نسبة لكثرة الغمور في المنطقة، أي الأكوام الصغيرة من المحاصيل حيث كان الحصادون يجمعون ما حصدوه من القمح وبعض الحشيش إلى جانب العين .
قنص
الحاج خميس سالم المزروعي أحد سكان قرية أوحلة لفت الى ميزة أخرى للمنطقة بخلاف طبيعتها الخلابة، قائلاً: كانت عين الغمور في الماضي مكاناً للقنص وذلك لكثرة الحيوانات والطيور البرية التي تعيش فيها خصوصاً الغزلان وبعض الطيور المهاجرة وغير المهاجرة والتي لم يبق منها إلا القليل . وأضاف أن الأهالي يرتادون المكان على فترات للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وللاستمتاع بمنظر بقايا المياه التي تنبع من باطن الأرض . وأوضح أن العديد من النباتات التي تنمو في منطقة عين الغمور تستخدم في علاج بعض الأمراض