قال الكاتب | انقلاب 1992 سيكلفنا 60 ألف قتيل فقط
جانفي 1992 : توقعات بسقوط 60000 قتيل
دعونا نكون واضحين: هناك معسكرين لا ثالث لهما؛ معسكر الذين أرادوا رؤية قيام دولة إسلاموية، و معسكر الذين يشعرون بأن الجيش أحسن صنعاً بالتدخل لحماية النظام الجمهوري، رغم ماشاب ذلك التدخل من نقائص. وليس هناك خيار ثالث.
الإقتداء ببعض المثقفين الذين بدافع من التحفظ و المحاكاة لصنّاع الرأي المعاكس، يفضلون البقاء فوق سحابة باسم الموضوعية...كل ذلك لا يبدو لي مفيداً أو بناءاً. في أفضل الأحوال هي لا تعدو كونها مجرد إيماءات فكرية يقطف ثمرتها عادة أعداء الديموقراطية.
شخصياً، كانت لي صولات و جولات كثيرة على الرغم من أني لم أكن موضوعيا و لا أؤمن بالموضوعية في مهنتنا. يكفي فقط رؤية الخيارات و الطرق التي يتم بها معالجة القضايا الأكثر خطورة فوق كوكبنا حتى ندرك بأن "الموضوعية" وهم.
لذلك فإن أولئك الذين يدعمون تدخل الجيش كخيار من شأنه أن ينقذ البلاد من رحلة بلاعودة. لم يكن ذلك التدخل عملا من أعمال التطريز. أتذكر ذلك اليوم الذي تلقى فيه فيه مديرنا للنشر دعوة إلى وزارة الإعلام التي كان على رأسها المرحوم أبو بكر بلقايد.
حظر المدير ذلك الإجتماع الذي عُقد لمعرفة آراء مديري الجرائد حول التوقيف الوشيك الوقوع للمسار الإنتخابي، ولدى رجوعه اتصل بنا - بصفتنا المساهمين في جريدة لوسوار دالجيري - على وجه الإستعجال ليضعنا في الصورة. أتذكر أنه قال بأن أرقام التوقعات تشير إلى سقوط 60000 قتيل. معنى ذلك أنه في الوقت الذي كان فيه مهندسو ذلك التقويم الجمهوري يتأهبون للتصرّف، كانوا يعلمون بأن عددا كبيرا من الجزائريين سوف يموتون، لكنهم كانوا بعيدين عن الرقم... فالحديث اليوم هو عن 200000 قتيل...وليس من الغرابة القول بأنّ تلك المرحلة لم تكن خالية من الأخطاء و الإنهتاكات، و لا الإعدامات العشوائية أو عمليات التعذيب و غيرها.
6 сен 2024