هل زرت نجران حيا الله نجرانا
وجادها الغيث هطالاً وهَتانا
ترى بها الحُسْنَ يبدو اينما وقعت
عيناك والزهر نِعاماً وفتّانا
والورد يضحك في اكْمامِهِ طَرَباً
يَكْسو الرياضَ بها روحاً وريحانا
والزرع أخضرٌ يَمْلَؤ تُرْباً حُمَلَتْ
في سالفِ الدهرِ إخلاصاً وإيمانا
من ماضيٍ زادُهُمْ أُخْدودُهُمْ شَرَفاً
وفي القرآن ترى التنزيل بُرهانا
يكفيك نجران تعظيمًا ومفخرةً
مجدُ الذين أقاموا فيك أزمانا
لم يثنهم ظلم جبابرةً دَأبُهُمُ
أن يقتلوا الحق إجراماً وبهتانا
عن أن يكونوا دعاة الحق حَسْبُهُمُ
ان جالَدُوا البَغْيَ رهباناً وفرسانا
تحملوا الحَرْقَ والتعذيبَ جِلْدهم
فأصبحوا كلهم في الخلد إخوانا
لما وقفت بأطلال لهم دُرِسَتْ
نادَيْتُ حياكم الرحمن شُجْعانا
لقد صبرتم فأحيا الله ذِكْرُكُمُ
يا حَبَّذا من غدوا لله جيرانا
سل النزيل بها هل زرت من بلدٍ
في غيري نجران يجري الحسن ريانا
وهل رايت السما يوماً وقد نقشت
بها السحائب أشكالًا والوانا
وهل تعبت إذا ما سرت مبتسمًا
ترى الطريق جميلا أينما كانا
قد استوى متنه لاشيء يزعجنا
اذا مشينا ولا نرتاد بركانا
وجوها الصحو ليس البرد يزحمه
ولا السعير ولا الهوجاء أحيانا
يعيش فيها قرير العين في رغدٍ
كل الذي زارها شيباً وشبانا
وروضة زرتها والصحب في مرحٍ
ترى الجمال بها يزداد إحسانا
مكثت فيها أصيلا فوق عسجدها
والزرع ينعشنا تيناً ورمانا
والزهر أحمرهُ يرنو لابیضهِ
في حب أصفرهِ قد بات نَشْوانا
والشوك يحرسه لون الشفاه كما
في عسکر تحرس الأجناد سلطانا
والنيب تختال ترعي في خمائلها
تُعطِيْ الجِمالَ وتُعْطِيْ الضيف البانا
16 сен 2024