«وقلبٌ بحجمِ البلاد إلهي
شجاعٌ .. يشيخ ولا يذبلُ
حنونٌ إذا ما استكانوا إليه
حفيٌّ يطيبُ به المنزلُ
وصوتٌ إذا خانتِ المفرداتُ
على النّاسِ يحنو ولا يقتلُ
وهبني يدًا إذ تشحّ العطايا
تمدّ بحبٍ .. ولا تبخلُ
تصافحهم رغمَ كل الخطايا
تلوّح إن حانَ أن يرحلوا
كلمات أمل السهلاوي
MUSIC AND MELODY BY Ramy Muhamed
وعين ترى كل شئ جميل...
مهما تعددت أوصاف الجمال فلا يسعه وصف، بل هو سر لا يمكن فهمه، لأنه بالنهاية يقع في عين الرائي لافي ذات المرئي، في نفسية الناظر لا في ملمح المقابل، وهذا من أسرار العدالة الخفية بين البشر، فكل شئ لديه فرصة لأن يوصف بالجمال بسبب تفاوت أذواق الناس حوله..
وأجمل الناس وأكثرهم دفئا ومعشرا، هم الذين لا يرون في العالم والأشخاص سوى الجميل، ويغضون الطرف عن ما يؤذي دون إشعارك بأنهم قد رأوه أصلا..
ذات مرة كنت أسير مع صديق فقال لي انظر هذا ما يفعل في الشارع، فقلت له لا تؤذ عينيك، مر كأنك لم تر شيئا، فهذا سيجعل حياتك أفضل.
تعرف هؤلاء الذين يزورون البلاد لأجل أن ينتقدوها، اعتبر نفوسهم مريضة ليس فيها الكثير من الجمال، لأنها لا تلتقط في الأماكن الواسعة المليئة بصنوف كل شئ، سوى أسوأ ما فيها.
وقد خبرت من ذبت حبا فيهم لأنهم مثل البلسم يطيب جراح الحياة، وخبرت أصحاب نفوس معكرة ليس فيها جمال ولا تجد في أحاديثهم سوى التقاط معايب الشخوص والأشياء، "والذي نَفسه بغَيرِ جَمَالٍ لَا يَرَى فِي الوجُودِ شَيئاً جَميلاً"
من صغري لا أحب أن أرى القبح، وعدم رؤيتي له لا ينفع مثوله أمامي، لكنني أتجاهله ولا أعلق عليه ولا التفت إليه، وهذا يجعلني أشعر بخفة الحالم، الذي ينصع لنفسه عالما منتقى بعناية، لا يتسلل إليه سوى مايجعل النفس رضية، تفتش الجمال وتستشرف له وتحس بحضوره.
وفي النص القرآني ملمح جميل حول فكرة الجمال، حيث ربط الجمال بـ الهجر الجميل بلا أذى، والصفح الجميل بلا تقريع، وتسريح جميل دون ضرر بالراحل،
ومعنى التسريح ينبغي ان يكون أسلوب حياة مع كل شئ، فمشهد القبح لا حاجة للالتفات إليه بتعليق، وأن جمال داخلك هو الذي ينعكس على آرائك في الأشياء، جميلا فلا ترى إلا كل جميل، قبيحا فلا ترى سوى كل قبيح.
facebook : Ramimohamed.av
Rami.mohamed.av.oz
instagram @Ramymuhamad
10 янв 2024