كسوة الكعبة قبل الاسلام
• كان تبع الحميري ملك اليمن هو أول من كسا الكعبة كاملة قبل الإسلام و كان ذلك بعد أن زار مكة ودخلها دخول الطائفين.
• وبعده كساها الكثيرون في الجاهلية، وكانوا يعتبرون ذلك واجباً من الواجبات الدينية.
• وكانت الكسوة توضع على الكعبة بعضُها فوق بعض، فإذا ما ثقلت أو بليت أزيلت عنها.
• و لما آلت الأمور إلى قصي بن كلاب قام بتنظيمها بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب قدرته في كسوة الكعبة.
• و ظل الامر على هذه الحال بعد قصي بن كلاب حتى ظهر أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجراً ذا مال كثير وثراءٍ واسعٍ، فأشار على قريش أن: يكسوها هو سنة، وجميع قريش تكسوها سنة، فوافقت قريش على ذلك، وظل على ذلك حتى مات.
• و استمرت قريش بكسوة الكعبة حتى بُعث النبي محمد صلى الله عليه و سلم والكعبة مَكْسُوَّةٌ.
• كان الناس في الجاهلية يتحرون إكساءها يوم عاشوراء أي بعد انصراف الحجيج من مناسكهم ؛ كما جاء عند البخاري وأحمد عن عائشة قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يُفرض رمضان، وكان يومًا تستر فيه الكعبة.
الكسوة في عهد الرسول و الخلفاء الراشدين:
• قبل فتح مكة , لم تسمح قريش للنبي محمد عليه الصلاة و السلام بكسوة الكعبة , و بعد الفتح بقيت كسوة المشركين كما هي عليه, حتى جاءت امرأة تريد تبخير الكسوة فأحرقتها , فكساها النبي عليه السلام و كانت هذه أول كسوة للمسلمين. و كانت الكسوة في عصر النبي محمد عليه السلام بثياب يمانية.
• و في عهد ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب كُسيت الكعبة بالقباطي المصرية.
• اما في عهد عثمان بن عفان فقد كانت تكسى مرتين, الاولى بالقباطي المصرية يوم السابع و العشرين من رمضان و الثانية بالبرود اليمانية يوم التروية. فكان عثمان أول رجل في الإسلام يضع على الكعبة كسوتين، أحدهما فوق الأخرى.
• و القباطي هي ثيابٌ مِن كَتَّان أبيض ، كانت تنسج بمصر، وهي منسوبة إلى القِبْط.
• أما علي ابن ابي طالب فلم يذكر المؤرخون أنه كسا الكعبة، نظراً لانشغاله بالفتن التي حدثت في عهده.
الكسوة في عهد الدولة الاموية:
• كانت تكسى في عهد معاوية بن ابي سفيان مرتين: الاولى في يوم عاشوراء و الثانية في اخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر.
• و كانت تصنع من أحسن الأقمشة في مدينة دمشق في منطقة الى الجنوب منها صارت تسمى الكسوة نسبة لذلك.
• و كان معاوية بن أبي سفيان أول من طيب الكعبة و عطرها و كان يفعل ذلك مرتين , في موسم الحج و في شهر رجب.
الكسوة في عهد الدولة العباسية:
• صنع العباسيون كسوة الكعبة الفاخرة من الحرير الاسود في مصر نظرا لاشتهارها بانتاج أفخم أنواع الحرير. كما انهم كسوها بالديباج الاحمر و بالديباج الابيض و بالقباطي المصرية.
• كان الخليفة المأمون أول من كسا الكعبة ثلاث مرات في السنة. حيث كانت تكسى في عهده يوم التروية و يوم السابع و العشرين من شهر رمضان و في غرة شهر رجب.
• و كان العباسيون اول من كتب على الكسوة. و استمر هذا التقليد ليومنا هذا.
الكسوة في ما تلى ذلك من عصور:
• كانت الكسوة في عهد الفاطميين بيضاء اللون و كانت ترسل من مصر.
• و كذلك المماليك فقد حافظوا على صنع الكسوة في مصر و ارسالها مع المحمل المصري كل عام لارض الحجاز.
• و قد جرت بعض المحاولات من قبل بعض الامراء لارسال الكسوة من اليمن او فارس او العراق, و لكن المماليك كانوا لهم بالمرصاد و أبقوا على ارسالها من مصر.
الكسوة في عهد الدولة العثمانية:
• ظلت الكسوة تصنع في مصر في عصر الدولة العثمانية.
• و قد كان المماليك قد اوقفوا قريتين في مصر تم تخصيصهما للكسوة , و في عهد السلطان سليمان القانوني امر باضافة سبع قرى أخرى اخرى لذلك الوقف.
• و في عهد محمد علي باشا حدث صدام بين أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الحجاز و قافلة الحج المصرية التي كانت تحمل الكسوة فتوقف ارسال الكسوة من مصر لخمسة اعوام.
• و كان السبب في ذلك أن اتباع محمد بن عبد الوهاب اعتبروا التقليد المتبع في سير محمل الحج و معه كسوة الكعبة من البدع و حذرهم من معاودة المجيء بالكسوة.
• و لكن و بعد سقوط الدرعية على يد جنود محمد علي باشا استأنفت مصر ارسال الكسوة.
• ظلت الكسوة ترسل من مصر حتى العام الف و ثلاثمائة و واحد وثمانين للهجرة, و بعدها اختص ال سعود بصناعة الكسوة حتى يومنا هذا.
• ومنذ ذلك الحين و الكسوة تصنع في الحجاز في مكة المكرمة في مصنع خصص لذلك.
• و صار يتم استبدال الكسوة مرة واحدة في العام بعد توجه الحجيج الى صعيد عرفات يوم التاسع من ذي الحجة.
• و تبلغ كلفة الكسوة حاليا أكثر من 6 ملايين دولار في السنة.
• و تتم صناعتها من الحرير الاسود و الكتابة عليها بخيوط من الفضة المطلية بماء الذهب.
• هذا و تُقدر كمية الحرير التي تستخدم في صناعتها حوالي ستمائة و خمسة و سبعين كيلوغرام بالاضافة الى مائتان و عشرين كيلوغرام من خيوط الفضة.
1 окт 2024