فكروني , الأغنية التي أطلقَ عليها اسم " لحن المفاجأت " , وذلك حين أذيعت لأول مرة منتصف الستينات , يرى بعض المختصين في الموسيقى أن هذا اللحن هو أفضل ما قدمه محمد عبدالوهاب لأم كلثوم خلال مسيرته الموسيقية , لا شك أننا عندما نتناول الاعمال الوهابية فنحن نتحدث عن إبداع وتجديد وتطوير في الموسيقى العربية بشكل لا يخلو من الجرءة و الرغبة لنقل المستمع من مقعده إلى عالمٍ آخر . كتب الشاعر عبدالوهاب محمد كلمات الأغنية وقدمها للست أم كلثوم , والتي بدورها أبدت إعجابها الشديد بهذي اللغة الشعرية الرقيقة , في حين أن الشاعر اقترح عليها بليغ حمدي كي يتصدى لأعباء التلحين , في تلك اللحظة دخل الموسيقار محمد عبدالوهاب إلى منزل الست , قالت حينها : ايه رأيك يلحنها لك عبدالوهاب ؟ , وكان هذا هو اللقاء الوحيد الذي جمع الشاعر عبدالوهاب محمد و الموسيقار محمد عبدالوهاب ! ملحوظة : هذه الأغنية هي أطول أغنية في تاريخ الغناء العربي اتشرف بزيارتكم لمتجر تقاسيم للعطور : tqasem.com/
أشعر بأن أغاني الست بألحان عبدالوهاب تكون (وهابية) أكثر منها (كلثومية).. !! فعبدالوهاب يلحن للست بالمقاطع ولا يعطي لحن مختلف لكل كلمة، مثل ( ..وهنوته ..وبحلاوته ..وبعذابه ..وبقساوته..) وبذلك يحد من وجود مساحات زمنية في اللحن تمكن الست من إطهارتجلياتها وإمكاتياتها الإبداعية ولمساتها الكلثومية خارج اللحن، ويظهر ذلك جلياً في الدقيقة 2:10 من التسجيل عندما حاولت تقول خارج اللحن (آه) قبل إعلدة جملة (وافتكرت فرحت وياك أد إيه) فلم تستطع إكمالها بالطريقة الطربية الكلثومية لأن اللحن صارم ومحدد وليس له مساحات لغير لحن الأستاذ عبدالوهاب..!! بعكس ألحان السنباطي الذي كان يلحن ليس فقط كل كلمة بما يناسب معناها ولكنه يلحن معنى كل كلمة.. مما يعطي مساحات تملأها الست بطريقتها الكلثومية المميزة.
