أنظروا إلى حرف الواو في الاية الكريمة وهو حرف عطف يفيد الجمع بين شيئين في معنى واحد مثال للتوضيح[ إذا حضر أحمد و حسن فسوف ننطلق ] يعني أن الأنطلاق لايتحقق إلا بحضور الاثنين وليس حضور واحد فقط ~~~~~~~~~~~~~•• توضيح معنى الاية // يامعشر كلآ من( الجن و الانس ) أن أستطعتم أن تنفذوا من أقطار كلآ من (السماوات و الأرض) فالاية الكريمة تخاطب معشر كلآ من ( الجن والانس) وتتحداهم بالتفوذ من أقطار كلآ من (السماوات والارض) وليس أقطار الأرض فقط وهو نفوذ مستحيل وغير ممكن إلا بالسلطان ويعني القدرة الالهية وهي تتجلى بسادة الخلائق والعباد والذين لولاهم ماخلق الله الأفلاك وهم المعصومين الاربعة عشر محمد وآل محمد "عليهم الصلاة والسلام"
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مقصود الآية هنا و معناها اللغوي المنطقي هو خطاب الله سبحانه و تعالى لمخلوقاته الانس و الجن على عدم قدرتهم من النفود من أقطار السموات و الأرض ولو اجتمعوا على ذلك و بقوله أي كل الأقوام و الاجناس من الجن و الانس من غير العاقل منهم إلى أهل العلم منهم، مهندسين، اساتذة و علماء إلى الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام، إذن فهو خطاب للمعشرين الانس و الجن كلهم لن يستطيعوا ان ينفذوا أما السلطان هنا فهو امر من الله عز و تعالى بامكانية النفود أو صفة موهوبة لبعظ المخلوقات التي لم تمنح لا للانس و لا للبشر و كذالك أراد الله هنا عدم نفي النفود لذكره لنا في نفس الكتاب القران الكريم و اياته عن الاسراء و المعراج وكيفية نفوذ رسوله صلى عليه و سلم من الأرض و العروج به إلى سدرة المنتهى و عن عيسى عليه السلام كيف بعث حيى و عن الملاءكة كذالك التي امر لها بذالك فلا علم للانس و الجن يمكنهم من النفود الا بسلطان من الله فالرسول عليه الصلاة و السلام رافقه جبريل عليه السلام كما هو مذكور و معروف بدون أي علم رياضيات أو فلك لان الرسول لم يكن عالم رياضيات أو فلك أو غير ذلك ، ان الله جعل لنا القرآن بيناً محتواه آيات بينات الأمي من البشر يستطيع فهمه و الدليل على ذلك أول من أنزلت عليه الآيات رسولنا الحبيب عليه الصلاة و السلام فلا داعي للشرح المتمعن و الإبداعات في التفسير لانه ليس تباري أو مسابقة أو هناك جائزة احسن شرح أو تفسير بل اثم كبير عند التضليل و التبدع و الله الغفور العليم
الأخ الفاضل القرآن آيات بينات حقا لكن لمن ( (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) وقال تعالى أوتو العلم ولم يقل تعلموا أو اكتسبوا العلم بل أوتو ( إيتاء وعطاء ) وقال تعالى ( أتقوا الله ويعلمكم الله ) فالعلم على قدر التقوى ...كلما ازداد الإنسان في تقوى الله كلما زاد الله في تعلميه ،وقال تعالى لحبيبه ومصطفاه ( وقل ربي زدني علما ) اذن ليس ما نعرفه ونعلمه عن الدين هو كل الدين بل هو ما فهمناه وعلمناه عن الدين. فالناس متفاوتون علما وفهما وإدراكا بحسب مراتب تقواهم وقربهم من مولاهم يروى عن أمير المؤمنين(عليه السلام) مقولة مشهورة في تفسيره سورة الفاتحة، وهي قوله: ((لو شئت لأوقرتُ سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب، ولما وجد المفسرون قوله لا يأخذون إلا به)) مناقب آل أبي طالب322.. أولا يجب عليك أن تحسن الظن بغيرك وتختار أحسن القول وأطيب الكلمات ... ولو اختار العلماء كلامك ومنهجك وتوقفوا عند تفسير واحد وفهم واحد للآيات ، لضاع الدين وأصبح قالب جامد لا يناسب أهل كل زمان فالقرآن غذاء وقوت للأمة في كل العصور كل جيل من الأجيال يأخذ من القرآن ما يناسبه مما يوفقه الله لفهمه ويستنبط منه أحكاما توافق عصره بما لا يخالف معلوما من الدين أو نصا فيه ورسول الله لم يفسر القرآن حتى لا تتوقف الأمة عند تفسيره فقط وترك للعلماء والصلحاء في كل عصر تفسيره واستنباط الأحكام منه فلا تنكر ما لا تفهم واطلب من الله أن يزيدك علما وفهما ..ليست مسابقة في التفسير لكن الشيخ له تلاميذ ومحبين تتفاوت درجات فهمهم فيشرح لهم جميعا وكل واحد منهم يأخذ من كلامه على قدر علمه وفهمه وتقواه بل ويفسر غير هذا التفسير في كل مرة بما يلهمه الله ولا يتعارض تفسير مع تفسير ... رزقنا الله العلم والأدب وحسن الظن بالناس أجمعين ... تحباتي