ماجاء في فضل المحافظه على الفجر والعصر شرح كفايه المتعبد وتحفه المتعهد للمنذري مَنْ وفق للمحافظه على الفجر والعصر فقد وفق في المحافظه على غيرهما من الصلوات يَقولُ عُمارةُ بنُ رُؤَيْبَةَ رَضيَ اللهُ عَنه: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم يَقولُ: لن يَلِجَ النارَ مَن صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ ، وقبلَ غروبِها. عن أَبِي موسى الأشعرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّةَ متفقٌ عَلَيهِ. -والمقصود بالبردين الفجر والعصر سميا البردين لان الفجر في اول النهار في براده برد اول النهار والعصر اخر النهار في براده ايضاً برد اخر النهار المراد بالحديثين المحافظه والمداومة عليهما وان المحافظه على هذين الصلاتين موجبه لدخول الجنه باذن الله عن أبي الدرداء قال: ( أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ ما عِشْتُ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لا أَنَامَ حتَّى أُوتِرَ.) . روى ابو هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث بصيام ثلاث ايام من كل شهر وركعتي الضحى وان اوتر قبل ان ارقد ماجاء في صلاة الضحى وعنْ أَبي ذَرٍّ أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى رواه مسلم. -وقوله كل سلامى : اي كل عظم ومفصل وأصله عظمُ الكف والأكارع دل هذا الحديث على عظم صلاه الضحى سميت صلاه الضحى لانها تصلى في وقت الضحى و وقتها يبدأ مابين النهيين: من انتهاء وقت النهي ( بعد طلوع الشمس ) الى ما قبيل الزوال بقليل وأفضل ماتكون الصلاه عندما يشتد الحر حراره الشمس في منتصف الضحى صلاه الضحى ركعتان وكل ما زادها افضل ان صلاها اربع ست ولكن اقلها ركعتان صيام ثلاث ايام من كل شهر ثوابه عظيم من صام ثلاث ايام من كل شهر كأنه صائم حياته كلها لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : صيام شهر الصبر و ثلاث أيام من كل شهر صيام الدهر ويستطيع المرء ان يصومها مجتمعه في بدايه الشهر او نهايته او متفرقه افضل وقت لصلاه الوتر في اخر الليل اجعلو اخر صلاتكم من الليل وتراً وقد ذكر ذلك العلماء : انه مَن كان لا يتيسر له النهوض في اخر الليل فليوتر قبل ان ينام لكن ان كان يتيسر له ان يقوم اخر الليل فليجعل وتره اخر الليل قد انعم الله علينا سبحانه نعمه المفاصل فهناك الكثير من في المستشفيات لا يستطيعون تحريك مفاصلهم وربنا انعم علينا سهوله حركتها وليونتها ونهوضنا وحركتنا فيها وصلاتنا فعلينا ان نشكر الله عليها لذلك فلننتبه ونحرص اشد الحرص ان نستعملها في طاعه الله وان لا نستغلها ونحركه في معصيه وفي امر يغضب الله فذلك من عدم شكر النعم من فضل الله علينا ان باب الصدقه واسع جداً ليس فقط في المال فيكسب المرء الاجر عن ٣٦٠ مفصل تكتب له صدقه وذلك لصلاته صلاه الضحى ( فكل تسبيحةٍ صدقه وعلى كل تحميدةٍ صدقه وكل تكبيرة صدقه ) وبدأ بهذه الأربعه التي هي احب الكلام الى الله كما ذكر في الحديث ( احب الكلام الى الله اربعه سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ) فكل ماسبحت تصدقت عن نفسك فهذه صدقات واجور عظيمه ونحن بحاجه لها فلا تحرم نفسك من هذه الصدقات سبحان الله صدقه الله اكبر صدقه لا اله الا الله صدقه فالكثير ممن امتن الله عليهم بصلاه الفجر والاذكار التي بعد الصلاه وكذلك اذكار الصباح ثم بعد ذلك يكرمه الله سبحانه وتعالى بركعتين من الضحى يكون بأذن الله جل وعد قد ادى شكر هذي النعمه نعمه المفاصل وانتبه الى فائده : من وفق الى هذا الشكر لنعمه المفاصل لأول اليوم سلم له يومه كله واصبح عبدا موفقاً لأنه اذا وفقت وبدأت يومك بشكر الله على نعمه المفاصل بالتسبيح والتهليل والتحميد والاذكار يحفظ لك يومك كله ويبارك لك يومك كله من تأمره بالمعروف تنهاه عن معصيه ترشده على نصيحه فقد كتب لك صدقه حتى رفضها كتب لك صدقه وصلاه الضحى كما ذكر في الحديث ( ويجزء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) وجزء بمعنى تكفي ورجاء من الجزاء الاجر صلاة الضحى سنة مؤكدة، فعلها النبي ﷺ وأرشد إليها أصحابه، وأقلها ركعتان، فإذا حافظت على ركعتين فقد أدَّيتَ الضحى، وإن صليت أربعًا أو ستًّا أو ثمانيًا أو أكثر من ذلك فلا بأس، على حسب التيسير، وليس فيها حدّ محدود، ولكن النبي ﷺ صلى اثنتين، وصلى أربعًا، وصلاها يوم الفتح ثماني ركعات -يوم فتح الله عليه مكة- فالأمر في هذا واسع. أنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَمْ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟ قالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَزِيدُ ما شَاءَ. [وفي رواية]: يَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ. ما أخبرنا أحدٌ أنَّهُ رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى الضُّحى غيرَ أمِّ هانيءٍ فإنَّها ذَكرت أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يومَ فتحِ مَكَّةَ اغتسلَ في بيتِها وصلَّى ثمانيَ رَكعاتٍ فلم يرَهُ أحدٌ صلاَّهنَّ بعد.
