أستاذنا أبا قيس نرجو منك أن تلتفت للقصيدة التي عارض بها الشاعر سالم التميمي معلقة امرئ القيس بكل جدارة وحرفية ولغة معجمية جزلة وتراكيب فخمة يقول فيها ما يلي:
43:23 يا سيّدي الآن حتى أتابع معك المحاضرة، وكنت تسأل في الدقيقة المذكورة في عتبة التعليق بـ أين هذا من علمنا الآن، وكنت بعد الفجر قد أرسلت لك رسالة بالتلجرام عن خاطر خطر على قلبي، سألتك فيها نفس الفحوى من باب آخر، أرجو تكرّمكم علينا بقراءتها يا كريم.
قصيدة لامية الزمان في معلرضة معلقة امرئ القيس للشاعر سالم التميمي يقول فيها: لرحمة بالبرقاء أطلال منزل عفت غيرَ عقرى من وتيدٍ وأحبُل وغيرَ إراثٍ من أثافٍ عجائزٍ ودمنة صهريجين ماءٍ ومُشعِلِ وغيرَ حصيٍّ للمصلّى وقبلةٍ تجوّفت المحرابَ من كلِّ جرولِ إذا مِنْ عَلٍ أبصرتَها قلت مسنداً ببيشة ؛ في أجزاعها ؛ أو بمأسلِ ولو نطقت يوماً لقالت رسومها خلا الربع إلا موقد النار فاصطلي أقامت على نوء السماك وليلها صبيحٌ بأضواء السمير المجلجل فبانت ومسعار الثريّا مؤجّجٌ جلاميدَ أعلى كل وادٍ وأسفلِ تصاحب غَيرَى من بدائع حسنها وإن هنّ منها في الصميم المؤثّل أبى الوجد إلا أن يجاب مسائلٌ إلى أين هُنّ اجتزن من كل منهل تباعدن عن أنقاء "يبرين" ضحوةً وهنّ بخدرٍ من زجاجٍ مفصّلِ ظعائن رحلٍ لم يسمّره صانعٌ حنيفٌ ولكن صنعُ عباد هيكل فأيسرن "بالغوار" من "بئر رغوةٍ" وللهَجْر بالشعرى ضغائن تغتلي وأصحر واليهنّ من حبّه النقا وأعدادِ ماءٍ لا تذاد بمنصل يفلّج من حبل الهَيَام طرائقاً وإن يعتنكه الوعثُ لم يترجَّلِ على ماخر دوَّ الفلاة إذا أبت سوى رَبْثِهِ استعصى بعزم معجِّلِ فصبّحها "بئر القُدَيرات" بعدما تخاطفن تعويهاً بفأوٍ مُجدَّلِ وحيين "بالجافورة" الكُثبَ وانتضى بجوّ "نباكٍ" ضحضحُ القار يعتلي لهنّ الحيا هلا تساءلن عن دمٍ هرقن به في جوف صبٍّ مقتّلِ كرائم لا يبذلن عزّة أوجهٍ لمتّجرٍ في سلعةٍ أو لمَغْزَلِ أوانس لم يصدرن عن ورد ريبةٍ ولا خضن يوماً ماء دارةِ جُلجُل رعابيبُ غُذّين العفاف مع الندى كفاهنّ أن يَرْجَلْنَ كلُّ هَمَرْجَل من الآبلين الهندَ فالهندَ ترتعي بحيرانها في مُرْنَبٍ لم تُسَرْبَلِ ذباذب في عين الأصيل كأنها هياكل بحر أو عناكيب هيكل مُكوَّرةً قرصَ المغيب كأنها فرنجية لاثت بمرط مرحّل أقولُ وقد صافحن من "قطر" يداً وعفّرن في "أم الجماجم" مأملي سقى دارهنّ الباعثُ الأرضَ إن تمت بمبتهج يحفي القطا حول حُفَّلِ أليلتنا في غرة العام أقبلِ بأم جُبير أو ببنت ابن حرملِ وما إن ذممنا أم زبن وإنما نهى أم زبنٍ باعلٌ غير مُهمِلِ ولو نسيتنا أم جبهل لم نكن لنسلو عن ذكراك يا أم جبهل وكائن سعى عفريه شعري بينها وبيني من أشطانه غير مؤتلي كأن الهوى والوجدَ منها بمهجةٍ تحلُّ من الشعرى الغميصاء في عَلِ فطوّعها بعد الشِماس ولم تكن تلينُ حواشي قلبها للتغزُّلِ حواريّةٌ ألقت على حاذ مهرةٍ بجلبابها مُلّاحَةَ المُتأمَّلِ خميصةَ منضمّ القميص على المِعَى يخاشنها الدِّيباجُ فرطَ التدللِ إذا اعترضت للريح هبّت زكيةً بآرج طيب لم يطيّب بمُعْمِلِ مُؤَهَّبةُ العِدْلَينِ كلَّ عشيّةٍ بنفح يلنجوجٍ وهالٍ مقرفلِ مُحَبَّةُ جاراتٍ كأن بوجهها إذا ضيّفتْ وهجُ الضحى المتعلِّلِ تُجمِّل عيناها البراقعَ كلما تكلّمتا من رفّ جفن مظلّلِ رزينةُ ما بين الشبامَين عقدةً إذا ما شبامَيْ غيرها لم يفتَّلِ وإن سفرت لم تبد وجهاً مكذِّباً حلاوةَ عينَيْ برقعٍ متخلّلِ ولكن جلا عن ظبيةٍ قد تطلعت حذار الضواري من ملاحزِ غيطلِ كأن بريق الوجنتين وراءَهُ بهاجرة الجوزاء مروةُ مَجْدَلِ أدمتُ إليها نظرةً لو نظرتها إلى المزن أصحا عن رعابيل جدولِ فما طرفت عيني بلبِّ غميزةٍ ولا حبلها مني بحبلٍ مُهلهَلِ ولكن تغابت والهوى بفؤادها كما بفؤادي من فراسة مِنجَلِ وغبتُ ورقّت من مغبة غيبتي ولو عدتُ لم تحجر عليّ تأمّلي إذن لدنا مني القطافُ ولم تكن كواصلةٍ من غير ما متوصَّلِ كواصلةٍ دحّاضةٍ قُذُفاتُها ؛ أحاظي الفتى منها بمرداة جندلِ متى لم تنابذها صريمةَ فرقةٍ وبتّ كمحروب السلاح المُكبَّلِ تذرْكَ بلا قلبٍ سليمٍ من الهوى ولا سلوةٍ منها ولا متبدَّلِ سألتكِ بالله الذي تذكرينه بساعة مهوى كل نجم مُوكَّلِ أَريتَكِ إن جشّت رواعدُ ديمةٍ ومن أيمُنٍ ريح تهبّ وأشمُلِ ودرّت بناتُ الشوق بعد إفاقةٍ ورجَّعَتِ استذكارَها كلَّ أولِ أكنتُ الذي حييتِ أوَّلَ وهلةٍ على ضوء برق العارض المتهللِ كما لو عرتني يوم ذاك صبابةٌ لكنتِ التي حييتُ والبرق يجتلي ألا نَعَمَ اللهُ امرأً أنتِ أهلُهُ بطيّب عيشٍ عاجلٍ و مؤجَّل هويتُ وقوسي ما تزايل عاتقي وما عَنَّ لي سِرْبٌ ولم أتنبّلِ فأهرقتُ ما أوعته في كل وفضةٍ شياطينُ شعري توبةً لم تفلّلِ ليومٍ به لا يكرم الشعرُ شاعراً ولو باعه ما ابتيع منه بقرملِ علام إلى يوم القيامة تشتأي ونحن بعصر للقوافي مذلِّلِ عليك بدرع ابنَيْ جَميرٍ فإنها لنعم دروع المرء إن صيح هَروِلِ وسيفَك أكرمْهُ وإن ران متنُهُ فقد تكسر الأجفانُ والرانُ ينجلِي هو الإلفُ إن تحمِلْ كراهيةُ القُرى قوافيَك اسئناسَها كُلَّ مجهَلِ ومرّر ظباه من أشمِّك تارةً ومرّرْهُ أخرى مُصفِحاً بالمُقبَّلِ كأني أفقت اليوم من بعد حقبةٍ من النوم في كهف الرقيم المثقّلِ فما ألفت نفسي سوى السيفِ ألةً وإن لم أكن مما سواه بأعزلِ ولكنه الأشفى إذا عضّ هامةً وأوفى لمكتالٍ وأخيرُ مُنْزِلِ وليلٍ مصُونٍ لا تخون نجومه أويتُ به في معقل أيَّ معقلِ
الجزء الثاني تكنفته لا يُكرِهُ العينَ أن ترى لُغُوبَ جواريه عن المُتحلَّلِ حبيبٌ إلى قلب الطريد مكوثُهُ ويشكوه جنب العاشق المتململِ حمدت قراه حين ذمّته أعينٌ ولو أبصرت من ناظري لم تَهَوَّلِ إذا استطول الليلَ المُؤرِّقَ فارغٌ حشاه رغيدٌ صبحه غيرُ مُشغِلِ هتفتُ على مرقاة صخرٍ مدهدهاً برجع الصدى يا ليل طل غير مُعجِلِ ألست ترى شُعثاً بغير بنائقٍ على كل ظهرٍ رَكْبُها مثل رُجّلِ فلو أبصرتني أم جبهل حوقلت وقالت أذا وجهُ الصبيح المرجّلِ فتيدكِ إني بالدياجير مُكحلٌ إذا ورهت عينُ الهنيء السبهلل وإن لِيتَ لُبّي من أناسٍ فما أرى لألبابهم من رَحْوِ حبة خردلِ تَرِاكِهِمِ ؛ جُبّ السنام وكَشَّفَتْ لنا نابها شنعاءُ أيدٍ وأرجُلِ ولم تستشطهم نُعْرةُ العُوْنِ بالبكى على كل بُضْعٍ من بنيها مُخردلِ فلا حنفاءً أعذروا الله غضبةً ولا جاهليّين استخفّوا بجُهّلِ تَرَاكهِمِ ؛ واكتنّ في جذم طلحةٍ وخِرْ أيَّها من عُودها عودُ جيهلِ فإنا بسبع من أسابيع يوسف عجافٍ بها يوكى على كل سنبلِ متى فاض عام الناس واعتصر الثرى دماً تلقني في الصدر من كل جحفلِ بآية ما داجيتُ كلَّ ابنِ درزةٍ ولأياً غضضتُ الطرف غير مغفِّلِ متى خضتُ في حُرّ الهواء رأيتني به شَمَقاً كالأخدريّ المشلِّلِ وكائن ذعرتُ الشعر من كل سرحةٍ يقيلُ بها في درعه كالمُهَلْهِلِ تخوّلتُه من بعد جوب صرائمٍ تظلّ ركاياها بلا متخوِّلِ تشيم المها والأُدْمَ منها كأنها طحارير سُحب الصيف للمتخيِّلِ كأن بنات الماء حول سباخها رغاوة أقذاءٍ بقعبٍ سَبَحْلَلِ تدب سحول الضب فيها كأنها لمن يتأرّى لحمَها لم تحلّل ترى لحفير الزيت فيها صنائعاً وسلطان مُلكٍ قام غيرَ مُعَزْهَلِ كأن أنابيب السليط أزمةٌ تساق بها سوق الهِجَفِّ الجَنَعْدَل مُغربَلَةُ الآجام من غير خادرٍ صديعَ زئيرٍ ذا لَبَاةٍ وأشبُلِ عليها من الحيات كل دفينةٍ كأوتار ذحل في كظائم مِرجَلِ يهاميرُ يرأمن القوافي خُدّجاً كرأم خلوجٍ سقبَ بوٍّ مجلَّلِ إذا الشعرُ حصّته الحواضرُ راشَهُ وفوّقه آلُ الملا المتغوِّلِ
هل عندما يقول الشّاعر ما في دواخله بكلام غير مباشر وواضح بل بطريقه يجب أن نستنبطها نحن من سياق الكلام والمعنى، هل تُسمّى هذه الطّريقه بِ (التّوْرِيةِ) ؟ خطر ببالي هذا السّؤال عند بلوغي ساعةً و 21 دقيقه من هذا الادّرس الشّيّق.
