السَّلامُ عليْكُم ورحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه إِنْ لَمْ تَكُنْ مُشْتَرِكًا فِي القَنَاةِ فَاشْتَرِكْ وَضَعْ إِعْجَاباً لِلْفِديو لِتَسْتَفِيدَ.
فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، وَفِي قَرْيَةٍ نَائِيَةٍ تَقَعُ بَيْنَ الجِبَالِ، كَانَ هُنَاكَ شَيْخٌ حَكِيمٌ يُدْعَى "الحَاجُّ عَلِيٌّ". كَانَ الحَاجُّ عَلِيٌّ مَعْرُوفًا بِحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ الغَزِيرِ، وَكَانَ يَجْتَمِعُ حَوْلَهُ أَهْلُ القَرْيَةِ فِي الأَمْسِيَاتِ لِيَسْتَمِعُوا إِلَى قَصَصِهِ وَمَوَاعِظِهِ. كَانَ الجَمِيعُ يَحْتَرِمُونَهُ وَيُقَدِّرُونَ نَصَائِحَهُ، وَقَدْ عَاشَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً وَهُوَ يَرْوِي لَهُمْ حِكَايَاتٍ عَنْ الدِّينِ وَالحَيَاةِ.
وَفِي إِحْدَى تِلْكَ الأَمْسِيَاتِ، جَمَعَ الحَاجُّ عَلِيٌّ أَهْلَ القَرْيَةِ حَوْلَهُ، وَقَالَ: "يَا أَهْلَ القَرْيَةِ، سَأَرْوِي لَكُمُ اليَوْمَ قِصَّةً عَنْ شَخْصِيَّةٍ عَظِيمَةٍ تَنْتَظِرُهَا أُمَّةُ الإِسْلَامِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. إِنَّهَا قِصَّةُ المَهْدِيِّ المُنْتَظَرِ."
كَانَ الجَمِيعُ قَدْ سَمِعُوا عَنِ المَهْدِيِّ المُنْتَظَرِ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مُتَشَوِّقِينَ لِسَمَاعِ المَزِيدِ مِنَ الشَّيْخِ الحَكِيمِ. فَبَدَأَ الحَاجُّ عَلِيٌّ قِصَّتَهُ قَائِلًا: "فِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ، بَعْدَ أَنْ يَمْتَلِئَ العَالَمُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، وَيَعِيشَ النَّاسُ فِي خَوْفٍ وَقَلَقٍ بِسَبَبِ الفَسَادِ وَالفِتَنِ، سَيَظْهَرُ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ نَسْلِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَذَا الرَّجُلُ سَيُدْعَى المَهْدِيَّ المُنْتَظَرَ، وَسَيَكُونُ قَائِدًا عَادِلًا يُصْلِحُ حَالَ الأُمَّةِ وَيُعِيدُ السَّلَامَ إِلَى الأَرْضِ."
سَأَلَ أَحَدُ الشَّبَابِ الجَالِسِينَ: "وَكَيْفَ سَنَعْرِفُ أَنَّ زَمَنَ ظُهُورِ المَهْدِيِّ قَدْ اقْتَرَبَ، يَا شَيْخُ؟"
أَجَابَ الحَاجُّ عَلِيٌّ بِابْتِسَامَةٍ هَادِئَةٍ: "هُنَاكَ عَلَامَاتٌ كَثِيرَةٌ تَدُلُّ عَلَى اقْتِرَابِ ظُهُورِهِ. سَتَجِدُونَ أَنَّ القِيَمَ الأَخْلَاقِيَّةَ سَتَتَدَهْوَرُ، وَسَيَزْدَادَ الظُّلْمُ فِي الأَرْضِ. الفِتَنُ وَالحُرُوبُ سَتَنْتَشِرُ، وَسَتَكْثُرَ الكَوَارِثُ الطَّبِيعِيَّةُ. سَتَضْعُفُ دِيَانَةُ النَّاسِ، وَيَبْتَعِدُونَ عَنْ تَعَالِيمِ الإِسْلَامِ."
تَدَخَّلَ شَيْخٌ آخَرُ وَسَأَلَ: "هَلْ هُنَاكَ عَلَامَاتٌ أُخْرَى يَا حَاجَّ عَلِيٌّ، تَتَعَلَّقُ بِالمَهْدِيِّ نَفْسِهِ؟"
هَزَّ الحَاجُّ عَلِيٌّ رَأْسَهُ وَقَالَ: "نَعَمْ، هُنَاكَ عَلَامَاتٌ خَاصَّةٌ. مِنْ بَيْنِهَا ظُهُورُ الدَّجَّالِ، وَهُوَ رَجُلٌ يَدَّعِي الأُلُوهِيَّةَ وَيُفْتِنُ النَّاسَ بِقُدْرَتِهِ الخَارِقَةِ. سَيَأْتِي النَّبِيُّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِيَقْتُلَ الدَّجَّالَ وَيُسَاعِدَ المَهْدِيَّ فِي مُهِمَّتِهِ. كَذَلِكَ، سَتَرَوْنَ رَايَاتٍ سَوْدَاءَ تَظْهَرُ مِنْ خُرَاسَانَ، وَسَتَكُونُ هَذِهِ الرَّايَاتُ رَمْزًا لِدَعْمِ المَهْدِيِّ فِي مَسِيرَتِهِ لِتَحْقِيقِ العَدَالَةِ. وَسَتَحْدُثُ ظَوَاهِرُ فِي السَّمَاءِ، كُسُوفٌ وَخُسُوفٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَيْحَةٌ سَمَاوِيَّةٌ تُنْذِرُ بِقُرْبِ ظُهُورِهِ."
انْدَهَشَ الحَاضِرُونَ مِنْ هَذِهِ العَلَامَاتِ وَتَسَاءَلُوا عَنِ الفَرْقِ بَيْنَ مُعْتَقَدَاتِ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ بِشَأْنِ المَهْدِيِّ. فَرَدَّ الحَاجُّ عَلِيٌّ قَائِلًا: "السُّنَّةُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ المَهْدِيَّ هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لِيَمْلَأَ الأَرْضَ عَدْلًا، بَيْنَمَا يُؤْمِنُ الشِّيعَةُ أَنَّ المَهْدِيَّ هُوَ الإِمَامُ الثَّانِي عَشَرَ، مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ العَسْكَرِيِّ، الَّذِي دَخَلَ فِي غَيْبَةٍ طَوِيلَةٍ وَسَيَعُودُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَمَهْدِيٍّ مُنْتَظَرٍ."
ثُمَّ اخْتَتَمَ الحَاجُّ عَلِيٌّ حَدِيثَهُ قَائِلًا: "يَا أَبْنَائِي، لَا تُشْغِلُوا أَنْفُسَكُمْ كَثِيرًا بِتَفَاصِيلِ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ، بَلْ رَكِّزُوا عَلَى إِصْلَاحِ أَنْفُسِكُمْ وَمُجْتَمَعَاتِكُمْ. قُومُوا بِالعَدْلِ وَأَحِبُّوا بَعْضَكُمْ البَعْضَ،
12 сен 2024