الإنشاد دون مصاحبة الدفوف تأثيره في النفوس عظيم ، فمصاحبة الدفوف يحصل منها الطرب، وهو حظ النفس ، وزيادة الآلات الموسيقية الأخرى تزيد من نسبة الطرب ، وخصوصا عندما يكون العازفون من ذوي الكفاءات العالية ، وتكون الالحان المؤداة جميلة جدا ، عند ذلك يرتفع مستوى النشوة ومستوى الانطراب ، فيزداد حظ النفس . وكلما زاد حظ النفس ضعف حظ الروح والقلب ، فيصير الغذاء الروحاني الذي يحصل عليه القلب من سماع المدح ضعيفا ، مع أن الإنسان يظن عند اشتداد انطرابه بأنه قد اشتد اتصاله بعالم الغيب وبدولة المحبة ، إلا أن ذلك الشعور مجرد خيال ، وهو لا يستمر ، فسرعان ما يزول ، - ولا يثمر إقبالا على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، أي لايؤثر في همة العبد في العمل والطاعة أكثر مما هو موجود ، - ولا يغير في طبائعه وأخلاقه شيئا ، - ولا يزيد في مقاومته للشهوات شيئا . فهناك فرق كبير في تأثير الطرب الحاصل من سماع الأنغام والألحان الجميلة المؤداة بالأصوات الآدمية وخصوصا عندما تكون في إنشاد وغناء مايتعلق بحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين الطرب الحاصل من سماع الآلات والتي منها الطبل والدفوف ، فالنوع الاول وهو الشبيه بسماع القرآن من القارئ الجميل الصوت والجميل الالحان ، يؤثر تاثيرا كبيرا في القلب . فهو يثمر روحانية يدوم أثرها في النفس مدة أطول ، ويثمر أمورا أخرى كثيرة جدا ، ويجد العبد في نفسه قوة على مضادة الشهوات والمعاصي ، وهمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وخصوصا في كثرة الذكر ، وتعشق الصلاة والتلاوة، وفوق ذلك كله : يثمر اتصالا غيبيا حقيقيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس اتصالا خياليا يتوهمه الإنسان بفعله وبنفسه .
روحي فدا القرشي أكرم سيدٍ نالت به الآنال غاية مقصدِ قد طال شوقي للنبي محمدٍ فمتى إلى ذاك المقام وصولُ طه الذي جادت يداه بخيرها للناس مع وحش الفلاة وطيرها روحي فداه ولست مالك غيرها والروح في حب الرسول قليلُ