#عزمي_بشارة #Azmi_Bishara #المنتدى_السنوي_لفلسطين
قدم المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، المحاضرة الافتتاحية للمنتدى السنوي لفلسطين، استهلها بالإشارة إلى أن انعقاده يجسد ثلاثة اعتبارات أساسية، أولها إمكانية عقده بوجود غزارة في الأبحاث المتعلقة بفلسطين، وثانيها وجود فراغ مؤسسي على مستوى الشعب الفلسطيني عامة على مستوى العالم. أما الاعتبار الثالث، الذي شدد بشارة على أنه ربما أهمها، فيتمثل في ضرورة تضافر جهود الباحثين الفلسطينيين والعرب لمواجهة المحاولات المتواترة لتسلل أفكار صهيونية إلى مقاربة عامة الناس لتاريخ فلسطين عموما، وتاريخ الصراع على أرضهم، وتشويه قيم التحرر ومقاومة الاستعمار في الثقافة العربية.
وتابع المدير العام للمركز العربي قائلا إنه ترافق مع دس قوالب التفكير هذه سياسات تطبيع العلاقات مع إسرائيل من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، داعيا إلى التصدي للمحاولات الإسرائيلية لتحريف الخطاب عبر تثبيت السردية الفلسطينية بالوقائع، وإثبات واقع الاحتلال الاستيطاني بالتحليل العقلاني كأساس لتدعيم الموقف الأخلاقي الرافض له ولواقع الأبرتهايد المتولد عنه.
وشدد على أنه ليس من واجب الباحثين الرد على هذا التشويه بالمزايدات واستدرار العواطف، بل بخطاب عقلاني وأخلاقي يمكن توجيهه إلى العرب واليهود والشرق والغرب، ولا تخشى ترجمته إلى أي لغة.
إلى ذلك، لفت بشارة في كلمته الافتتاحية، التي خصص جزءا كبيراً منها لتحليل الواقع الفلسطيني الراهن، إلى وجود علاقة مباشرة بين نجاحات اليمين المتطرف الانتخابية في إسرائيل والتطبيع. وأوضح أنه مقابل توطيد إسرائيل البنية الاستيطانية للاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس، يتواصل نوع من التطبيع المجاني مع إسرائيل يتجاوز التطبيع إلى التحالف، كأن قضية فلسطين غير موجودة.
وأضاف: "تقحم إسرائيل ضمن المحاور الإقليمية والخلافات العربية، ويعتقد البعض أن العلاقة معها رصيد لهم ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل في سياق الصراعات العربية والإقليمية أيضاً، والأهم من هذا أنها تعي جميعا أن التطبيع المجاني زاد من صلافة إسرائيل وتعنتها".
وحذر بشارة من أن "اليمين الإسرائيلي يستنتج من ذلك أمرين أساسيين يؤكدان فرضياته التي يبوح بها يوميا للرأي العام الإسرائيلي، أولها أن الدول العربية غير معنية بقضية فلسطين والسلام ممكن من دون حلها، وثانيها أنه إذا صمدت إسرائيل مدة كافية في فرض الأمر الواقع، فإن العرب لن يلبثوا أن يستسلموا للغة القوة، وأنه لن يحصل شيء إذا كثفت إسرائيل الاستيطان ومارست حتى تهويد الأماكن المقدسة في القدس".
وأكد المفكر العربي عزمي بشارة على ضرورة وجود إطار عام يجمعُ الفلسطينيين من شتّى أماكن وجودهم، لفتح سبل التواصل بين الفلسطينيين، وبين باحثين ونشطاء عرب وأجانب، للتأسيس لحوار عقلاني منتظم ومسؤول، عن فلسطين وتاريخها، والقضية الفلسطينية، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، وفلسطين في العلاقات العربية والعلاقات الدولية بهدف التأثير في صنع القرار.
وتناول بشارة في المحاضرة الافتتاحية أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، والاستراتيجية المأمول أن ينخرط الفلسطينيون فيها، مشيرًا إلى أن مأزق حركة التحرر الوطني الفلسطيني يتمثّل في أمرين مترابطين: الأول التخلي عن إطار حركة التحرر وأهدافها ومؤسساتها وخطابها منذ منتصف التسعينيات، وخصوصًا بعد الانتفاضة الثانية، مقابل الاعتراف الإسرائيلي وبدء عملية سلام لا تجري بناءً على قواعد ومبادئ، وليس لها أهداف مُتَّفق عليها؛ وما تمخض عن ذلك من تحويل قضية فلسطين إلى خلاف بين طرفين يخوضان مفاوضات بإشرافٍ أميركي، ومن ثم تحييد أي تضامن نضالي شعبي دولي مع قضية فلسطين بوصفه متطفّلًا على اللعبة الأساسية من خارجها. والثاني، الانشقاق السياسيّ - الجغرافي للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في عام 1967، الذي ينحصرُ في صراعٍ على سلطة من دون دولة ومن دون سيادة، والذي أثّر سلبيًا لا على مستوى المشهد السياسي الفلسطيني فقط، بل على المستوى السياسي في الساحات الدولية والإقليمية ذات الشأن.
وحول مسألة حضور فلسطين على مستويي الفعل السياسي الرسمي والرأي العام العربيين، قال إن سبب تهميش قضية فلسطين على جدول الأعمال الرسمي العربي، يتمثل في أنه بات لكلِ نظام عربي أجندة خاصة به في القضايا الإقليمية، وقد تلتقي مع أنظمة أخرى في محاور مؤقتة، منذ تراجُع الأقطاب العربية الرئيسة بعد حرب 1967 وسلسلة الأزمات التي بدأت بغزو الكويت ولم تنته بغزو العراق، وانحسار المقاربة القومية العربية تجاه فلسطين. وفي هذا السياق، شدّد بشارة على أن التهميش يتجاوز عدم الاهتمام بالموضوع، ويعني تحولًا فعليًا في المواقف، حيث شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة عدد الحكومات العربية المُتَخَلّية عن قضية فلسطين، ليس بسبب فلسطين ذاتها، وإنّما بسبب تطوير مصالح مشتركة مع النظام الإسرائيلي، وذلك بقدر ما تتوسع الفجوة بينها وبين الرأي العام العربي.
واختتم بشارة المحاضرة بإبراز أهمية وجود مؤسسة فلسطينية جامعة للشعب الفلسطيني؛ مؤسسة تضع استراتيجيات نضالية في مواجهة النظام الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني، وقادرة على أن تستغل في صراعها ضد هذا النظام.
يمكنكم متابعة وقراءة آخر محاضرات وكتابات الدكتور عزمي بشارة من خلال الموقع الرسمي:
www.azmibishara.com/
صفخة الفيس بوك الرسمية:
/ azmi.bishara
حساب التويتر الرسمي:
/ azmibishara
28 янв 2023