االمرجو منكم الاشتراك في قناة ( البداوي El badaoui ) وتفعيل الجرس ليصلكم كل جديد عن أحوال بلادنا المغرب والتعريف بمناظرها ومواقعها السياحية وخيراتها .. ولا تنسوا مشاركة المقاطع التي أعجبتكم مع أصدقائكم لتعم الفائدة للجميع وخاصة جاليتنا بالخارج التي تعيش في غربة عن موطنها المغرب .. أهلا ومرحبا بكم جميعا وشكرا لكم.
منطقة الصفصاف بين إقليم الناظور وإقليم بركان المملكة المغربية.
تعتبر قلعة الصفصاف أو قلعة البرجين من اجمل المآثر العسكرية الاسبانية بالمنطقة ,ورغم ان معظم معالمها لا زالت بارزة لحد الان إلا انها اصبحت في طي النسيان وتتعرض باستمرار للإتلاف. وتقول المصادر التاريخية ان تاريخ بنائها يعود الى سنة 1921 من طرف الاسبان الذين ارادوا من خلالها انشاء نقطة لمراقبة الطريق المؤدية الى الحدود الفرنسية انذاك حيث يشكل نهر ملوية الحد الفاصل بين المنطقة الخليفية الواقعة تحت النفوذ الاسباني والمنطقة السلطانية الخاضعة للنفوذ الفرنسي .ففي هذه الفترة لم يكن جسر الصفصاف قد بني بعد وكانت هذه النقطة حيث القلعة عبارة عن ممر حيوي للأشخاص والبضائع. لذا فبناء القلعة كان يهدف بالأساس الى مراقبة كل التحركات من وإلى نهر ملوية الى جانب تعزيز الوجود الاسباني بالمنطقة وكذلك الاستفادة من مياه نهر ملوية , كما ان اختيار المكان جاء على اساس ان المكان المحتمل لبناء جسر الصفصاف سيكون بمحاذاة القلعة .وقد كانت فرقة من الخيالة مكونة من السكان المحليين تحت امرة قائد حرس اسباني هي التي تشرف على عملية المراقبة.
رغم صغر مساحة القلعة فقد حاول المهندس الذي اشرف على تصميمها اضفاء طابعا معماريا متميزا معتمدا على المعمار العربي في نسق عصري جميل. والقلعة عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتوسطها فناء كبير مع وجود برجين على شكل رباعي الزوايا شبيهة بالأبراج التي كان ينشئها المسلمون وعلى حنباتها توجد نوافذ اضلاعها العلوية على شكل اقواس وفي اعلى البرجين عند احدى الزوايا نلاحظ وجود برجين من حجم صغير جدا على شكل بصلي مخصصين لوقوف الحراس حيث يسمح علوهما رؤية جيدة. أما البوابة فقد زين قوسها بالآجر الاحمر وكذلك جنباتها.البرج الشمالي كان مخصصا للحراس والبرج الجنوبي لسكن الضابط المكلف بإدارة شؤون القلعة. وقد تم تكليف المهندس ماريانو كامبوس سنة 1919 بمهمة بناء هذه القلعة إلا ان اشغال البناء بدأت في دجنبر من سنة 1921 لتنتهي في 1 يوليوز 1922. وقد شارك في اشغال البناء فرقة من الجنود الاسبان وعدد كبير من البنائين والنجارين
ومعلوم ان مشروع بناء جسر الصفصاف كانت فكرة مشتركة بين الاسبان والفرنسيين لذا ففي هذا الاطار تم تشكيل لجنة مشتركة في سنة 1916 يترأسها كل من ليوناردو نييفا من الجانب الاسباني و المهندس بوميي من الجاني الفرنسي حيث قررت تحديد مكان بناء الجسر إلا ان المشروع لم ير النور في إلا في سنة 1928 حيث البداية الفعلية لأشغال البناء. إلا ان موقع الجسر اختير له مكان بعيد عن القلعة مما جعل هذه الاخيرة تفقد شيئا فشيئا أهميتها ومكانتها الاستراتيجية بعدما تحولت جميع تحركات الاشخاص والبضائع عبر الجسر. وتقول بعض المصادر ان القلعة استعملت في سنة 1927 لإيواء الاشخاص الذين يحتمل اصابتهم بمرض الطاعون الذي اصاب مدينة وهران انذاك
وفي الاخير يجب التذكير بان هذا التراث العسكري اصبح موضوع عدة ابحاث ودراسات وطنيا ودوليا وهناك اهتمام كبير بهذه الاثار إلا اننا نلاحظ ان وزارتي الثقافة والسياحة لا تولي اهتماما لهذا التراث رغم ان معظم هذه المعالم التاريخية توجد في حالة جيدة يمكن استثمارها سياحيا وثقافيا وعلميا كما انه من الواجب على كل الفعاليات العمل على الحفاظ عليها بل وترميمها واستثمارها لتنمية المنطقة.
المراجع: المعلومات مأخوذة كلها من بحث اكاديمي انجزه عدة باحثين اسبان ومغاربة سنة 2009 تحت عنوان: التراث العسكري بالريف
4 окт 2024