بناء المساجد اقتداء بهدي نبينا عليه الصلاة والسلام.
إن أول عمل قام به رسول الله عليه أفضل الصلوات وأزكى التسلم، بعد أن دخل “قباء” وهو أنه بنى فيها مسجداً قبل أن يكمل طريقه إلى المدينة. وبعد أن أقام فيها أياماً سار إلى المدينةِ، فأدركتْه صلاةُ الجمعة في بني سالم بن عوف، فبنى مسجداً هناك. وعندما وصل إلى المدينة كان أول عمل يقوم به هو بناء مسجده، بل شارك عليه الصلاة والسلام بنفسه في البناء.
فهذا من أكبر الدلائل على المكانة المهمة للمساجد من الناحية التعبدية والاجتماعية في حياة المسلمين. يقول تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [النور: 36]. فعلاقتهم بالمسجد لا تنقضي بانتهاء الصلاة، بل هو المكان الذي يستمدون منهم طاقتهم الروحية، لينطلقوا بعد ذلك في القيام بواجبهم الاجتماعي والإنساني، فتأتي رسالة المسجد كصورة مصغرة عن رسالة الإسلام.
21 окт 2024